العدد 1554 - الخميس 07 ديسمبر 2006م الموافق 16 ذي القعدة 1427هـ

قطر... دولة خليجية أم أوروبية؟!

محمد أمان sport [at] alwasatnews.com

رياضة

لن أتحسر كثيراً حينما أقارن بين منشآتنا الرياضية وبين المنشآت الرياضية في قطر، وكما تحدث البعض فأنت في قطر وكأنك لست في قطر الدولة الخليجية التي تفصلنا عنها أميال بسيطة، والتي لو كنت واقفاً في جزر حوار البحرينية لرأيت شبرا منها، ولذلك فإنك حينما تكون في قطر، وفي خضّم دورة الألعاب الآسيوية التي تستضيفها، وأنا شخصياً أمضيت أكثر من أسبوع في هذا البلد معاشرا الآسياد، لن أبالغ إذا قلت إنني أحس أن قطر دولة أوروبية متقدمة في كل شيء. وهذه الدولة الأوروبية في نمطها والخليجية في موقعها الجغرافي، والتي استطاعت أن تستقطب عيون العالم بأسره إليها وليس آسيا فقط، استطاعت أن تكسب التحدي أمام العالم في تنظيم هذه التظاهرة القارية، وشرفت بهذا التنظيم المثالي كل دول المنطقة عموماً والخليجية خصوصاً، ولذلك أرى أن قطر اليوم فخر لكل الخليجيين، ودرس لكل الخليجيين في نمو الرياضة. وبالتأكيد، الكل في دول المنطقة يغبط القطريين على هذا التطور الهائل في مجال الرياضة فيما يخص المنشآت الرياضية، فأين كانت قطر قبل 6 أو 7 سنوات وأين صارت قطر اليوم في 2006 بهذه الملاعب الحديثة الجميلة والصالات الرياضية الكثيرة، فكل لعبة تجد مكاناً عالمياً تلعب عليه، ولذلك نقول هنيئا لكم يا أهل قطر بهذه النعمة. وحينما نأتي لقطر ونشخّص التطور الهائل في المنشآت الرياضية خلال السنوات القليلة الماضية، نجد أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو رغبة الحكومة القطرية ورصدها موازنة مفتوحة لتطوير المنشآت الرياضية، ولولا ذلك لما حدث كل هذا، ولما صارت قطر قبلة الآسيويين، ولما فكرت قطر في أولمبياد 2016. وفي البحرين، دائماً ما نرفع الأصوات في وجه المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وكأنها هي من ترصد الموازنة لها، وهذا ليس دفاعاً عن المؤسسة، ولكنها الحقيقة التي لابد أن نقر بها إن كنا واقعيين، فتطوير منشآتنا الفقيرة ليست مسئولية المؤسسة طالما أن الموازنة لذلك غير متوافرة، فالجارة قطر وضعت موازنة قدرها 3 مليارات دولار، ولذلك فإن المجلس البرلماني القادم مطالب بالضغط على الحكومة من أجل انتشال البنية التحتية الرياضية في البحرين، فهم وصلوا بأصوات الشباب العاشق للرياضة. وفي المقابل، إذا كنا واقعيين أكثر، في قطر الشعب هناك مرفه للغاية، ويكفي أن الشعب القطري صاحب ثالث أفضل دخل في التصنيف العالمي، ومن ثم فإن الحياة المعيشية في قطر لم تصبح أولوية، بل هي مرحلة وانتهت، وجاءت الرياضة وأصبحت الأولوية الحقيقية، وفي البحرين، لأكون صريحاً، وإن كنا رياضيين فالأولوية تبدأ من تطوير المعيشة في البحرين قبل الرياضة، لذلك أقول: إننا مازلنا في الخلف، وقبل أن نأمل في تطوير كبير على مستوى المنشآت الرياضية، فلنأمل تطور الحياة أولا، لذلك علينا أن ننتظر طويلا حتى نكون مثل قطر

إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"

العدد 1554 - الخميس 07 ديسمبر 2006م الموافق 16 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً