من حق الأشقاء القطريين أن يحلموا بتنظيم دورة الألعاب الأولمبية العام 2016، لأن دولة قطر بعد 10 أعوام ستكون دولة من كوكب آخر تستطيع فعل ما تريد بعزيمة رجالها، وصرف الأموال في أماكنها الصحيحة التي تعزز من مكانة هذه الدولة على الخريطة العالمية.
ولنكن أكثر صراحة، دولة قطر الشقيقة لن يعرفها العالم أبدا لو ظلت مكتوفة الأيدي، ويعلم القادة في دولة قطر بأنهم لن يتمكنوا من تعريف أنفسهم الى العالم بمنتجاتهم الزراعية أو الصناعية أو العسكرية ولن يعرفهم العالم أبدا إن هم ظلوا من دون طموح ومن دون أن تكون لهم وسط هذا العالم الكبير المليء بالدول والدويلات التي ربما لم نسمع عن بعضها حتى الآن.
لذلك لم يجد الأشقاء القطريون أفضل من الرياضة كوسيلة لكي يصلوا بسرعة الى قلب كل العالم، وهي الآن قطعت نصف الطريق في تنفيذ خطتها وبقي النصف الآخر بانتظار حصولها على حق استضافة دورة الألعاب الأولمبية، وحينها لن يبقى شخص في العالم لن يعرف ما هي قطر وأين تقع وسيتعرف العالم على كل صغيرة وكبيرة عن دولة قطر وربما ستدرس أيضا في المناهج الغربية كإحدى الدول النامية التي بدأت تفرض نفسها على العالم عن طريق الإبهار الرياضي.
المسافة الجغرافية ليست بعيدة بيننا وبين قطر، ولكن المسافة في مستوى التفكير والنظرة المستقبلية بعيدة بيننا وبُعد الشمس عن القمر، والدليل أن مسئولينا يفكرون فقط في تسيير أمور الرياضة كل موسم على حدة، من دون النظر الى المستقبل، وحتى عندما بدأنا نشيد بعض المنشآت تم تشييدها غير مطابقة للمواصفات الدولية، وغير مطابقة لمتطلبات الرياضة البحرينية أصلا وهي دليل على ضيق التفكير الذي لا يتعدى ما سنفعله اليوم وغدا «يصير خير»، أما منشآتنا القديمة فأصبحت كطحين جميع الاستعمالات، ولا تستغربوا يوما إذا نشرنا خبر سباق للدبابات على حلبة البحرين في عرض عسكري لأن الجديد عزيز وبعد سنوات ستشاهدون الفرق.
أما دولة قطر فبدأت بخطوات واثقة نحو العالمية، وبدأت بتحديث بنيتها التحتية على أحدث المواصفات والتقنيات العالمية، ثم بدأ تفكيرها وطموحها يتسع شيئا فشيئا حتى وصل إلى استضافة الأولمبياد، ولنكن أكثر إنصافا ونعطي الإخوة القطريين حقهم ونقول رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وقد عرفوا أنفسهم وقدروها حق قدرها ولم يعلنوا عن طموحهم هذا في السابق عندما كانت منشآتهم بالية، لكنهم أعلنوها الآن صراحة بعدما مهدوا جميع السبل لذلك الحلم ليتحول الى واقع.
لذلك نكرر بأن العالم لن يعرفنا ولن يعرف حضارتنا وحضاراتنا السابقة دلمون وأوال وتايلوس، ولن يعرفنا عن طريق الصناعة لأننا لا نملك منها شيئا، ولن يعرفنا عن طريق القواعد العسكرية الأميركية في البحرين ولن يعرفنا العالم عن طريق تجنيس كل من هب ودب، بل سيعرفنا عن طريق السلم والسلم هو الرياضة فيجب أن نعطي رياضتنا حقها لكي تصل مملكتنا إلى العالم كما وصلت قطر، ويجب أن نعطي الشباب حقهم وتوفير السبل الكفيلة بتطوير مهاراتهم ورفع اسم المملكة عاليا في المحافل الرياضية عن طريق الإبداع في الملاعب العالمية
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1553 - الأربعاء 06 ديسمبر 2006م الموافق 15 ذي القعدة 1427هـ