هناك مشروعات حيوية مازالت تنتظر الجهة التي تتبناها لحفظ ماء الوجه لتاريخ أهل البحرين القدماء ولاسيما حضارات دلمون وتايلوس وأرادوس العريقة. فالبحرين كانت عامرةً بحضارات كثيرة قبل 3 آلاف سنة قبل الميلاد وما تبقى منها اليوم سوى قبور قليلة نُسِفَت غالبيتها. هذا التاريخ لا يعني بعض الفئات التي لا تأبه بالتاريخ، إذ إن حال الجشع أدت إلى تشويه الهوية البحرينية.
إن البحرين تنافس في جوانب من الآثار ما لدى الدول العريقة، ولو كان ما لدينا عند دول الجوار لحولته إلى مشروعات تجذب السياح وتجمّل به بلادها. إن الدول تتفاخر بإرثها وتاريخها اللذين تبحث عنهما حتى بين ثنايا أثواب «الزري والبشوت» بينما نحن ندوس على ثنايا «المشامر» الملونة ونلقي بها إلى حيث لا نشاء على رغم أن ذلك يمثل جزءاً من مكونات النسيج الاجتماعي للبحرين... وهذا الحديث قد يطول مع طول الملفات السياسية التي تشغل الشارع، ولكنه حديث مهم يجب ألا ننساه مع ازدحام الملفات، وهناك الكثير من المهتمين دولياً بما لدى البحرين.
نستطيع أن نسوق هويتنا بصورة أفضل من غيرنا لو التفتنا إلى ما لدينا من خيرات. إن لدينا كماً كبيراً من الآثار، ما يجعلنا مميزين، لكننا للأسف لا نعرف قيمة هذه الكنوز وفحواها.
فلو كانت عند غيرنا لفعلوا الكثير والكثير وها نحن نرى دول الجوار في بحثها المستميت عن قطعة أو دليل واحد على حضارة مثل حضارة دلمون وربما لو وجدوا شيئاً قد ينسبونه إليهم من يدري... فكل شيء جائز! أين المبادرات الوطنية الجادة في تبني مشروعات لتشييد متاحف لأهم المواقع الأثرية في البحرين من بعد موقع قلعة البحرين، مثل: معابد باربار ومستوطنة سار وتلال عالي؟ نتحدث عن هذا التاريخ وهذا الإرث الذي يتمناه غيرنا من أبناء المنطقة. نحن نقدر ونثمّن الجهود التي خلقت شراكة بين قطاع الثقافة والتراث الوطني والقطاع الخاص الذي لولاه لما تحققت الكثير من مشروعات الثقافة... لكننا أيضاً نأمل في أن يكون هناك دعم حقيقي من الجميع، فالمسئولية لا تقع على هذه الجهة دون الأخرى... هذا إن كنا بحق نغار على تاريخنا وجادين في تحويل البحرين إلى روما صغيرة
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1553 - الأربعاء 06 ديسمبر 2006م الموافق 15 ذي القعدة 1427هـ