استكمالاً للموضوع الذي بدأناه أمس، يناقش مقال اليوم الجانب الأكثر حيوية فيما يخص مصروفات العملية الانتخابية في البحرين، ألا وهو الجولات والدعاية. وكنا قد أشرنا في مقال أمس (الأربعاء) الى أن مصروفات العملية الانتخابية تنقسم إلى خمس مراحل وهي: 1) المسح والبحث الميداني 2) التسجيل والإعلان عن الترشيح 3) الجولات الانتخابية والدعاية 4) يوم الانتخابات 5) ما بعد الانتخابات. وقمنا بتحليل مصروفات المرحلتين الأولى والثانية في مقال أمس، وقد اقتصر البحث الذي قمنا بتنفيذه على المصروفات المتعلقة بالترشيح للمجلس النيابي وبشكل مستقل.
تعتبر مصروفات المرحلة الثالثة (الجولات الانتخابية والدعاية) حجر الزاوية فيما يخص نجاح أو فشل العملية الانتخابية. واستناداً للبحث الذي قمنا بتنفيذه، تقدر مصروفات خوض الانتخابات النيابية بأكثر من 20 ألف دينار (في حال الفوز من الجولة الأولى)، لكنها تزداد في حال الذهاب للجولة الثانية والحاسمة. وتشكل نفقات هذه المرحلة (والتي تزيد على 17 ألف دينار) بنحو 86 في المئة من جميع مصروفات العملية الانتخابية، ما يعني أنها الأهم بلا منازع. وقد قسمنا مصروفات المرحلة لتغطية الأمور الآتية:
فريق الحملة (مدير ومساعدان واستشاريان)، تجهيزات المقر، اجتماعات دورية مع فريق الحملة للوقوف على آخر التطورات، الندوات، الزيارات الميدانية، المشاركة في المناسبات، إعادة عمليات الاستقصاء، الإعاشة لفريق العمل مع قرب موعد التصويت، المنح والتبرعات العامة، قنوات الاتصال (متعهدون)، إنشاء موقع الكتروني، استخدام الجوال، والدعاية الانتخابية.
اللوحات واللافتات
يلاحظ من الجدول المرفق أن الدعاية الانتخابية (الصور ومطبوعات ورقية - لوحات دعائية مضيئة - لافتات طرق - ملصقات البرنامج الانتخابي) هي الأكثر كلفة، إذ تبلغ 5 آلاف دينار. وتعتبر اللوحات حيوية (وخصوصاً للدوائر الكبيرة نسبياً) إذ تبرز صورة واسم المرشح في الشوارع الرئيسية والفرعية على حد سواء.
في الوقت نفسه تعد نفقات فريق العمل باهظة نسبياً. ويعد هذا الأمر ضرورياً للمترشح المستقل، إذ إن المطلوب منه توظيف أفراد (ذكور وإناث) لمدة شهرين على أقل تقدير. وربما لاحظ المترشحون أن نفقات فريق الحملة تزداد بصورة غير منضبطة مثل دخول صغار السن على الخط وتبرعهم بالعمل داخل الخيمة، ومن ثم مطالبتهم بتعويضات مالية.
الضيافة العربية
إضافة إلى ذلك، هناك كلفة رئيسية أخرى تتعلق بالضيافة تقدر بنحو 3 آلاف دينار (وتزداد عند البعض الآخر في حال وجود منافسة عارمة في الدائرة). ويمكن اعتبار وجود ضيافة عربية كافية من الأمور الضرورية، لكن لابد من مراعاة التنظيم والتأكد من وصول المأكولات والمشروبات إلى جميع الزائرين منعاً للإحراج.
فضلاً عن ذلك، فقد ارتأينا تخصيص مبلغ قدره 400 دينار لتغطية نفقات استخدام الجوال وتحديداً إرسال الرسائل القصيرة. ولاحظنا شبه انتشار لخدمة إرسال الرسائل عبر (الانترنت) الأمر الذي يوفر مبلغاً من المال، والأهم من ذلك، الوقت. أيضاً هناك ضرورة لتأسيس موقع الكتروني وضمان تجدد المعلومات على الصفحات. ولاحظنا أن إنشاء الموقع وتشغيله غير مكلف نظراً الى انتشار ظاهرة الانترنت في البحرين، ما يعني توافر أفراد على استعداد لتقبل مبالغ ضئيلة نسبياً لقاء تقديم الخدمة.
كما أكدنا سلفاً أن بمقدور المترشح التخلص من بعض هذه النفقات في حال خوضه الانتخابات ضمن قائمة إحدى الجمعيات السياسية. بل إننا نرى صواب الانضمام لإحدى الجمعيات السياسية مثل (الوفاق، وعد، المنبر الإسلامي، الأصالة، المنبر التقدمي، الميثاق...) وذلك لتعزيز العملية الديمقراطية في البحرين. فظاهرة وجود جمعيات (أو أحزاب) منتشرة في مختلف بقاع العالم وخصوصاً الديمقراطيات الراقية مثل بريطانيا والولايات المتحدة والهند.
سنواصل الكتابة عن مصروفات العملية الانتخابية في البحرين بتاريخ 13 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ونركز على النفقات المتعلقة بيوم الانتخابات
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1553 - الأربعاء 06 ديسمبر 2006م الموافق 15 ذي القعدة 1427هـ