عن مكتب النشر التابع لمعهد الدراسات الاستراتيجية ـ العراق صدر كتاب جديد، يتضمن دراسة علمية تحت عنوان: «المجتمع المدني في عراق ما بعد الحرب»، وضعها فالح عبدالجبار، ضمن المنهج الذي التزم به المعهد بتكثيف نشر البحوث والدراسات عن العراق بعد صدام حسين. ويتطرق الكتاب إلى المجتمع المدني العراقي، الذي خرج لتوّه من نصف قرن من الاستبداد، إذ يتوقف نموه الحرّ ونضجه على تعزيز اقتصاد السوق والحريات الديمقراطية وحكم القانون لا الميليشيات. ووفق «الشرق الأوسط «، يشير المؤلف إلى أن الأحزاب السياسية غير المؤسساتية الرئيسة تؤمن الآن الدعم للجمعيات المدنية التعددية، لكنها تحاول إخضاعها لسيطرتها، بل وتقوم فعلاً بذلك.

وعلى رغم أن المؤسسات الدينية هي جزء من المنظمات الوسيطة، فإنها تعوق أحياناً نمو المؤسسات الاجتماعية المستقلة ذات التوجهات الدنيوية في الوقت ذاته. ويستعرض الكتاب الظروف التي تحيط بالمجتمع المدني لعراق ما بعد الحرب، مؤكداً أنَّ ولادة هذا المجتمع لم تأتِ نتيجة فردوس التناغم، بل ثمرة تصادم المصالح وتضارب الأجندات، وأن أمامه مسارا طويلا وشاقا قبل أن يستقر ويتقدَّم