تثير الروائية السعودية وردة عبد الملك بروايتها «الأوبة» الكثير من الجدل والانتباه في الأوساط الأدبية، لتدخل بذلك عالم الروائيات الخليجيات اللواتي أثرن ضجة بأعمالهن الأخيرة مثل رجاء الصانع في «بنات الرياض» وزينب حفني في «ملامح»، ويلاحظ أن السمة الغالبة على كثير من الاعمال «النسائية» الأخيرة وجود مساحة حرية أكبر لم تكن مألوفة أو حتى موجودة في الكلام عن الجنس وعن ممارسته، وكأن المقصود بذلك إثبات وجود المرأة وتمردها وانعتاقها «إلا أننا نشهد عند كثير من الكاتبات العربيات في هذه الآونة إغراقا» لكثير من مواد نتاجهن في أجواء الجنس؛ مشاعر وتصورات وممارسات»، وذلك بحسب تعبير الناقد اللبناني جورج جحا.
ويرى جحا أن كثيرا من هذه الاعمال فيه قدر كبير من تشابه في المشكلات والحوادث وحتى النهايات كوقوع «الظلم» من خلال زواج إجباري أو الحاجة المادية، ولكن جحا وفي معرض نقده لـ»الأوبة» يرفض أن يكون تشابه المشكلات في المجتمعات الخليجية والعربية قد انعكس تشابها في الموضوعات الروائية ويشدد على أن ذلك لا يمكن أن يكون تبريرا لما يمكن أن «نصفه بأنه أقرب الى عمليات «استنساخ» قصصية لا تتفرد بأساليبها ورؤاها الفنية بل تتكرر هذه الأساليب لمجرد تشابه الحوادث التي تواجهها المرأة».
ويمكن التوصل الى جامع مشترك يربط الكثير من أعمال الكاتبات الخليجيات في الفترة الأخيرة: «ظلم في المنزل العائلي لهذا الكائن البشري الضعيف... انتقال الى بيت زوجي يشبه السجن والى زوج تبدو صفاته تتراوح بين صفات سجان وجلاد... حيوان. عذاب وحرمان الى أن يقيض الله لإحداهن فرصة للخروج من عالم السجن وفي النفس توق الى ممارسة الحرية. سفر الى الخارج... الى بريطانيا في شكل خاص وتمتع موقت بالحرية والتعويض».
وفي رواية «الأوبة» نلحظ وجودا واضحا للدجالين والمشعوذين الذين يستغلون جهل الناس ببعض أحكام الدين الإسلامي وبالتالي يقومون باستغلال بعض النسوة والاعتداء الجنسي مثال ذلك الشيخ «القبيح القصير» الذي طلبت إحدى النساء التدواي عنده فاغتصبها مرارا وشاهدته يمارس الجنس الشرجي مع أخرى وجعلها تتلو آيات قرآنية خلال ذلك. وتتعدى فكرة الخلاص عند بطلة الروائية وردة عبد الملك في «الأوبة» نظيراتها عند بطلات روايات أخرى، فهو لا يقتصر على لقاء حبيب يحلمن به... بل يتعداه بعد فترة نضوج الى اختيار الحرية والاستقلال عبر استكمال الدراسة
العدد 1553 - الأربعاء 06 ديسمبر 2006م الموافق 15 ذي القعدة 1427هـ