في صباح يوم الانتخابات، والجو مشحون وماطر، والناس تتدفق زرافات ووحداناً لمراكز التصويت في دوائرها الانتخابية، كان لدى المترشحة شهزلان خميس - على العكس من بعض المترشحات - الجرأة والشجاعة لكي تعترف بعد سويعات من بدء التصويت بأنها فقدت الأمل في الفوز، وبأنها تشعر باليأس والحزن والقهر معاً. لم تكرر شهزلان الكليشيه المعاد والمكرر عن الوعي الغائب بحقوق المرأة وكفاءتها، وهي الشماعة التي يعلق فشل المرأة عليها دوماً. كان يأسها ببساطة لأن عدداً من قريباتها خشين حتى إلقاء السلام عليها يوم التصويت، أو أن توصلهن إلى مركز الاقتراع، خشية أن يظن أعضاء «الوفاق» - الجمعية الداعمة لمنافسها في الدائرة - أنهن صوّتن لها!

لسنا في معرض تقييم شهزلان، أو كتلتها الوطنية، ولسنا في معرض انتقاد «الوفاق» أو قائمتها التي تطالب بالتغيير، فموسم الانتخابات ولى وانتهى، فاز من فاز وخسر من خسر، لكنه حمل دروساً وعظات سنبقى نتذكرها طويلاً. وما قصة شهزلان إلاّ صورة واحدة من صور كثيرة، جعلت شهزلان على الأقل تقتنع وبقوة أن من يريد أن يفوز في الانتخابات عليه ألا يتعامل بنزاهة، ولابد أن «يوسخ» يديه ولو قليلاً في اللعبة السياسية «القذرة» التي يلعبها الجميع، وعلى مختلف المستويات. فالحكومة تلعب، والجمعيات السياسية تلعب، والمستقلون يلعبون، والفائز من يحيك لعبته جيداً وبمهارة، أما من فضل «اللعب» خارج إطار «اللعبة» فلا مكان له