يقوم الرجال والنساء على السواء بمسئولياتهم الوطنية على أكمل وجه حين الملمات، وإذا قلنا إن جميع من شارك في العملية الانتخابية بالترشيح والانتخاب، بل وحتى المقاطعين للانتخابات قاموا بجزء من هذه المسئولية فإن هذا القول صحيح؛ لكن متى ما كان مشروطاً ذلك الفعل وتلك الممارسة بأدوار وطنية خالصة.
تلك الأدوار الوطنية التي لا زيغ طائفياً يلوثها ولا غبش قبلياً يعلق بها أو نزوحاً عرقياً يدنو بها ناحية التمايز على الآخر... وتلك الأدوار الوطنية تحمل دلالة على أن البحرين تزخر بالكثير من الرجال والنساء ممن هم مؤهلون للقيام بأدوار عدة ومتنوعة في مختلف مراحل النضال الوطني التي يمر بها الشعب البحريني. وأحد هؤلاء الرجال هو الشخصية الوطنية الرائعة ذو الأخلاق المناقبية الرفيعة عبدالرحمن النعيمي.
وأيضاً الدولة، نعم الدولة، تقوم بواجبها الوطني حينما تكون دولة وطنية قائمة على عدم التمييز بين مواطنيها، سواء قام هذا التمييز على أساس قبلي أو طائفي أو عرقي... فالناس سواسية أمام القانون والقرارات التي تصدر من الدولة، كما أن الجماعات العاملة في الحقل السياسي أو الاجتماعي أيضاً متساوية أمام القانون والإنفاق عليها يكون أساسه العدل والعدالة. أما إذا مارست الدولة أدواراً مخلة بمبدأ العدل ومعايير العدالة؛ فإنها لا تصبح دولة وطنية بالمعنى الدقيق لكلمة الوطنية، بل قد تكون أقرب إلى دولة القبيلة أو دولة الطائفة أو العرق، أو مزيج من هذا وذاك.
الدولة تعبر عن شكل من أشكالها وصورة من صورها حينما تمنح لجماعات سياسية امتيازات أكثر، وتفسح الطريق لممارسات خاطئة وغير قانونية تقوم بها جماعات معينة، وتقف بالمرصاد وتقفل الأبواب وتطبق القوانين بحذافيرها أمام جماعات أخرى. هنا يثور السؤال المنطقي جداً عن وطنية الدولة وعدالتها مع مواطنيها.
ومروراً سريعاً على ما جرى في الانتخابات، فإن الدولة الوطنية التي ننشدها لم تكتمل بعد، ولم تؤتِ نتاجات آبائنا ونضالاتهم المشرفة أكلها بعد. فنحن كبحرينيين بحاجه إلى نضالات من نوع آخر؛ تستعاد فيها قيمة الإنسان البحريني وكرامته واحترام رأيه، في انتخابات بلا مراكز عامة، وانتخابات بإشراف دولي، وبقضاة من دول تحترم خيارات شعوبها؛ تمارس أدوار الخداع مع مواطنيها بتزوير الانتخابات عاماً بعد آخر!
«عطني إذنك»...
الفعل الفاضح والمشين الذي مارسته بعض الصحف وبعض كتاب أعمدة النفاق السياسي والمتملقين (اللفدين)، لن يثني الوطنيين عن مواصلة طريق النضال الوطني من أجل أن يكون للبحريني كامل الكرامة والحق في إبداء رأيه واختيار ممثليه... وخيار النضال الوطني، على مدى التاريخ، مزروع بالشوك وليس بالورد... «يا بياعين الورد»
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1552 - الثلثاء 05 ديسمبر 2006م الموافق 14 ذي القعدة 1427هـ