العدد 1552 - الثلثاء 05 ديسمبر 2006م الموافق 14 ذي القعدة 1427هـ

المواطنة الاقتصادية

حسن العالي comments [at] alwasatnews.com

تعقد القمة الخليجية خلال هذا الشهر مع تزايد الشعور والحاجة لتكامل اقتصادي خليجي يطال كل شيء وفي المقدمة منها تعميق المواطنة بين أبناء دول التعاون وفتح البلدان الخليجية أمام حرية تحركهم وعملهم واستثمارهم وتجارتهم.

فلابد من استكمال صدور القرارات التنفيذية الخاصة بحرية التملك والاقتراض والاستثمار عبر الحدود الخليجية لتستطيع بموجبه جميع عناصر الإنتاج التحرك عبر حدود الدول الأعضاء تحت مسمى وشعور خليجي موحد. إن المواطن الخليجي يرى أن ما تحقق على الساحة الأوروبية في هذا المجال على رغم المعوقات الهيكلية كاختلاف الديانات والأعراق واللغات، أمر يجب أن يتحقق على الساحة الخليجية التي لا وجود فيها لمثل هذه المعوقات. وبالتالي فإنه لابد من الاسراع في تحقيق هذا التطلع الذي سيساهم وبشكل قوي في تقوية شعور المواطن الخليجي بأهمية المجلس.

كما يتطلع المواطن الخليجي لأن يواصل مجلس التعاون الخليجي تنسيق السياسات الاقتصادية بين الدول الاعضاء وبالشكل الذي يساهم في زيادة فرص التبادل التجاري بينها، ويقضي على الصبغة التنافسية لاقتصاداتها. فالنظام الأساسي للمجلس أشار الى هذه الغاية في أكثر من موقع إلا أن المواطن الخليجي مازال يلاحظ تنافس الدول الأعضاء على تنفيذ مشروعات استثمارية متشابهة تساهم في زيادة التنافس وتقلل من فرص التبادل التجاري.

ويتطلع المواطن الخليجي الى عمل خليجي موحد يستهدف وضع آلية محددة المعالم لتحقيق الخلجنة الكاملة (إذا صح التعبير) أو شبه الكاملة لفرص العمل المتاحة في سوق العمل الخليجي. إن المواطن الخليجي الذي يستشعر بوضوح المخاطر الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية التي تواجهها الدول الخليجية نتيجة لاعتمادها شبه الكامل على العمالة الأجنبية يتطلع الى عمل خليجي يحفظ حقه المشروع في الحصول على فرصة عمل مناسبة تكفل له حياة كريمة على أرضه الخليجية.

كما أن جانباً حيوياً من تجسيد المواطنة الخليجية يتجسد في الجانب الاجتماعي، لذلك لا يكفي أن يشعر المواطن الخليجي بحرية تحركه في كل الدول الخليجية، بل من الضروري أن يشعر الزائر من الخارج أنه يسيح في موطن خليجي موحد. لذلك من الضروري أن تنسق الأجهزة المعنية بالسياحة الخليجية لجعل دول الخليج وجهة سياحية واحدة بالنسبة إلى الزائر من الخارج، وأن تقدم له عروضاً موحدة لزيارة بلدين خليجيين أو أكثر باعتبار أن التنقل بينها يعتبر تنقلاً داخلياً ضمن البلد الواحد.

بل أن المواطن الخليجي يتطلع حتى الى دور بارز لمجلس التعاون في تخفيف حدة التنافس بين مواطني دول المجلس خصوصاً أثناء المنافسات الرياضية من خلال برنامج إعلامي وتثقيفي متكامل يتولى تنفيذه أبناء الخليج وحدهم حتى نكفل حسن النية ووضوح الهدف. فعلى رغم أن الجميع يتفق بأن الهدف من الدورات الرياضية الخليجية يتمثل في تدعيم الروابط الخليجية وزيادة التعانق بين شعوب الدول الأعضاء، فإن الواقع يشير إلى أن المنافسات الخليجية قد ابتعدت وفي كثير من الأحيان عن هذا الهدف، ما يستلزم العمل على تلافي كل مسببات التنافس البعيد عن هذا الهدف حتى تتحقق الفائدة المرجوة من الفعاليات الرياضية الخليجية، وتسهم في تعميق المواطنة الخليجية بدلاً من العكس

العدد 1552 - الثلثاء 05 ديسمبر 2006م الموافق 14 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً