العدد 1551 - الإثنين 04 ديسمبر 2006م الموافق 13 ذي القعدة 1427هـ

الحياد في لبنان

احمد شبيب ahmed.shabib [at] alwasatnews.com

دخل «الاعتصام المفتوح» الذي دعت إليه المعارضة اللبنانية بقيادة حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، يومه الرابع من دون أن تلوح في الأفق أية بوادر للتراجع أو التنازل من قِبل الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة المحاصر في مقره «السراي» الحكومي، والذي تؤازره وتدعمه «قوى 14 آذار» التي أكدت مراراً عدم تراجعها «قيد أنملة» عن ذلك والخضوع إلى الشارع ولو استمرت الاحتجاجات شهوراً. وأمام هذه الأزمة يصل قادة العرب كعادتهم متأخرين عن غيرهم في إطفاء نار الفتنة، وللأسف الشديد يكرر هؤلاء القادة الخطأ نفسه في طريقة تدخلهم في الشأن اللبناني على حساب طرف في مقابل طرف آخر - كما فعلوها إبان العدوان الإسرائيلي الأخير - فبدل أن يدخلوا مصلحين يهمهم مصلحة لبنان بكامله وبفرقائه المختلفين، يتدخلون لكي يزيدوا النار حطباً ويخلطوا الأوراق، فيحملوا على فريق دون آخر ويحمّلوه مسئولية ما يجري وما سيجري في «علم الغيب» من دون إحساس ومراعاة لجماهير كل طرف، ما حدا بوزير الطاقة والمياه المستقيل محمد فنيش إلى أن يعتبر «أي تأييد من أية دولة يأتي باسم تأييد حكومة لبنان هو في الحقيقة والواقع أصبح تأييداً لفريق سياسي، وهو تحريض على عدم القبول بالحلول، وسبب للاستمرار في التوتر وتعميق الأزمة السياسية القائمة». كما طالب وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ الدول بالعمل بشكل حيادي على حل الأزمة بشكل يرضي جميع اللبنانيين ويكون في مصلحة كل لبنان و»الابتعاد عن المواقف ذات الاتجاه الواحد التي لا تخدم مصلحة لبنان». فإذا كانت الديمقراطية التي يمارسها اللبنانيون وحقهم في التعبير عن حقوقهم لا تعجبهم وتسبب لهم قلقاً بالغاً، فالأفضل للقادة العرب أن يلزموا الحياد ويهتموا بشعوبهم أكثر كي يتجنبوا انتقال العدوى إلى بلدانهم ويورطوا أنفسهم فيما لا تحمد عقباه

إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"

العدد 1551 - الإثنين 04 ديسمبر 2006م الموافق 13 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً