على رغم ما رافق عملية ولادة المجلس النيابي من مخاض لم يرضِ بعض الأطراف وأرضى بالضرورة أطرافاً أخرى، وخصوصاً بعد سقوط جمعية «وعد»، الأمر الذي رآه البعض خسارة كبيرة للمجلس النيابي، فإن أكثر المخاوف التي يثيرها مراقبو الساحة هي انجراف المجلس المقبل وراء الاصطفاف الطائفي واستعراض العضلات، ما سيؤدي في النهاية إلى فشل ذريع.
والأغرب أن بعض الأطراف المعنية أخذت تروج إلى الاصطفاف الطائفي وتبني تخميناتها على الكتل من دون أن تعرف حتى برامج هذه الكتل داخل البرلمان... لنكن أكثر صراحة، فهناك نواب لم يكونوا يمنون النفس بفوز المعارضة بهذا الكم من المقاعد النيابية، وبعد الجولة الأولى من الانتخابات أخذوا يروجون أفكاراً مفادها أن المعارضة دخلت المجلس لتجرف الوطن نحو تكريس مبدأ الطائفية، بل إن بعضهم صرح بالأسماء جهاراً!
إن أكثر المتشائمين في الساحة السياسية، يعلم أن المعارضة لا يعتريها غباء سياسي، ويعلم أن المعارضة لم تكن لتتجشم العناء وتخوض ما خاضته مع التيار المعارض لدخول البرلمان لتعمل على شق صف الوحدة الوطنية. وقد أعلنت المعارضة مراراً وتكراراً أن دخولها البرلمان سيكون لصالح الوطن كل الوطن، وهو ما نتمناه، وإذا ما استشرت الفتنة الطائفية في المجلس النيابي فإن المواطنين الذين شاركوا في العملية الانتخابية سيكونون الخاسر الأول، وسيتحول المجلس إلى عالة على الوطن.
وهناك نقطة مهمة لابد أن تطرح ولو بعجالة، فإذا اعتقد بعض النواب أن دخول المعارضة سيكون نقطة سوداء فإنه مخطئ بكل المقاييس، فالمعارضة داخل المجلس تعني اكتمال نمو العملية الديمقراطية.
نحن على بعد سويعات من إعلان رئاسة وتشكيل المجلس النيابي من الداخل، فهل سينجح المجلس في العمل على الملفات الوطنية، أم أن البعض سيعمل على إشغال النواب بأشغال الطائفية الشاقة؟ وهل سيحقق المجلس المرتقب طموحات المواطنين الذين يعلقون عليه آمالاً كبيرةً في تحسين أوضاعهم المعيشية ورفع سقف الحرية وفرملة القوانين التي مررها المجلس السابق؟
صحيح أن المعارضة لم تتمكن من الحصول على الغالبية التي كانت تطمح لها، فهل سيكون وجودها في البرلمان مجرد ظاهرة صوتية لن تتعدى باب المجلس النيابي؟ وهل ستوقف مطرقة الظهراني الذي يتجه نحو رئاسة ثانية بحسب المؤشرات مشروعات المعارضة؟ والأهم من ذلك، ليكن خيار الوطن هو الخيار المطروح لا خيار الترويج للفتن.
متفرقات نيابية
@ أحد المترشحين الذين لم يفوزوا في الجولة الثانية شن حملة شعواء على مسرحية «طحنون» الفكاهية، متهماً القائمين عليها باستهدافه والترويج لمنافسه، بل إنه ادعى أن شخصية «أحمد وحيد الصوت» تشير إليه على رغم أن العروض الأولى للمسرحية بدأت منذ فترة طويلة ولم يكن القائمون يتوقعون أن يستمر العرض حتى الجولة الثانية.
@ بعض الناخبين اتصلوا بأحد الفائزين في انتخابات المجالس البلدية وطلبوا منه شراء مكيف لمأتم النساء بصورة عاجلة. بل إن إحدى النساء طلبت منه صباغة المأتم وترميمه، وخصوصاً أن «عجايز الديرة» صوتن له
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1551 - الإثنين 04 ديسمبر 2006م الموافق 13 ذي القعدة 1427هـ