أضحكني بريد إلكتروني وصلني قبل فترة كان يسأل في بداية الرسالة هل أنت فاضي؟، ويشير للأسفل وعندما تصل لنهاية الرسالة يقول لك هل مازلت «فاضي» إذا أصعد للأعلى، وأظن أن الكثيرين منا يلهيهم هذا الأسلوب من القضاء على الفراغ بتكرار روتيني لمجمل مجريات الحياة اليومية.

يستيقظ صباحا، يذهب للعمل أو المدرسة يرجع ينام يستيقظ يجلس مع الأهل والأصدقاء حتى منتصف الليل ثم ينام وهكذا تدور الدائرة وبنظرة بسيطة إلى كلمات إمام المتقين علي بن أبي طالب (ع) تجد قوله «من تساوى يوماه فهو مغبون، ومن كان أمسه خيرا من يومه فهو ملعون، ومن لم يكن في زيادة فهو في نقيصة، ومن كان في نقيصة فالموت خير له من الحياة».

والسؤال الحاسم هنا كيف نستغل أوقات فراغنا لنخرج من دائرة المغبونين والملعونين والذين يكون الموت خيرا لهم من الحياة ؟

إجابة ذلك السؤال ليست بالسهلة ولكنها ليست بالعسيرة فبإمكان من يريد أن لا يترك وقته عهدة للطوارئ وللظروف تلعب به كيف تشاء أن يبدأ بالاستعداد لوقت فرغه قبل أن يأتي فلابد من التخطيط لوقت الفراغ من دون انتظاره.

إذا كيف نخطط لوقت فراغنا، أولا يجب أن نكون قد خططنا لحياتنا ككل لأن وقت فراغنا جزءٌ من حياتنا وكما أشرنا في المقال السابق أن تحديد الأهداف جزء لا يتجزأ من طريقة تفكيرنا في الوقت وإدارته وإدارة وقت الفراغ، فلو كان لدي هدف أن أسرع من قراءتي فبإمكاني أن أحشو أوقات فراغي بتمرينات مساعدة على تسريع القراءة وبذلك نكون قد حققت هدفا من الأهداف الحياتية في أوقات الفراغ.

ونعود ونكرر أنه علينا وأبدأ بنفسي أولا أن نتعلم مهارات التخطيط والتنظيم لتكون حياتنا أكثر سلاسة ومرونة ونستطيع استثمارها في خير الدنيا والآخرة.