انتهى يوم أمس (الأحد) المؤتمر الدولي الثالث للإدارة والقيادة والذي حمل عنوان (الإدارة الناجحة في بيئة تنافسية عالمية) بتنظيم من قبل جمعية الإداريين البحرينية.
تعترف الإدارة بالاستخدام الأمثل للطاقات المتوافرة لغرض تحقيق الأهداف المرجوة للمؤسسات. وتتمكن الإدارة من تحقيق الأهداف بواسطة تنفيذ سلسلة وظائف (تعرف بالعملية الإدارية) مثل: التخطيط والتنظيم والتحفيز والقيادة والمراقبة. ولا شك في أن الشركات تقوم بدفع رواتب ومزايا للتنفيذيين لغرض اتخاذ قرارات صائبة تساعدها على تحقيق الأهداف المرجوة والتي عادة تشمل تحقيق نسبة معقولة من الأرباح والاستحواذ على نسبة معينة من حجم السوق فضلا عن الإتيان بمنتجات جديدة.
القيادة المشتركة
وجاء في الكلمة التي أعدها (راعي المؤتمر) وزير الدولة رئيس هيئة النفط والغاز رئيس مجلس المناقصات عبدالحسين ميرزا بأن طبيعة المنافسة العالمية تتطلب قيادة حديثة للمؤسسات. وشددت الكلمة على أهمية وجود مشاركة جماعية بين الأفراد العاملين في المنظمات فيما يخص تبني الأهداف والقيم. بالمقابل لم يعد كافيا وجود قائد فردي يحمل الأهداف والقيم إذ إن المسئولية مشتركة في عالم اليوم والذي يتميز بسرعة التغيير. بدورنا نتفق مع ما قاله الوزير ميرزا بأهمية وجود شراكة بين القيادة والعالمين في تبني الأفكار والقيم وعليه الأهداف. فليس بمقدور فرد أن يدير أية مؤسسة على هواه نظرا للتعقيدات المرتبطة بالمنافسة والتي بدورها أصبحت عالمية.
سر تقدم اليابان
تقليدا عمدت الكثير من الجهات معرفة سر نجاح اليابان على رغم الدمار الشديد الذي حل بالبلاد في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وتشير الدراسات بأن اليابان استعادت عافيتها بعد 5 سنوات من انتهاء الحرب وتقدمت بخطى ثابتة بعد ذلك متخطية ألمانيا (الغربية آنذاك) كصاحبة أكبر ناتج محلي في العالم بعد الولايات المتحدة. ما يهمنا في هذه العجالة هو وجود شبه اتفاق بين الباحثين مفاده بأن سر تقدم اليابان يكمن بالضرورة في الإدارة. بمعنى آخر تمكنت اليابان من تحقيق إنجاز على الصعيد الاقتصادي بدليل استمرارها في الاحتفاظ بالمرتبة الثانية كثاني أكبر اقتصاد في العالم على رغم المنافسة المقبلة من ألمانيا حتى بعد توحيدها.
ومرد كلامنا بأن المدراء في اليابان أحسنوا استخدام الطاقات البشرية الكامنة في المنظمات (الحكومية والمدنية إضافة إلى المؤسسات التجارية) لغرض تحقيق إنجازات بكل معنى الكلمة. المعروف بأن المؤسسات اليابانية هي صاحبة الإبداع للكثير من المنتجات العالمية المعروفة وخصوصا في مجال الإلكترونيات.
بدورنا نعتقد بأن البحرين تزخر بالثروات وخصوصا البشرية منها وأن الأمر يتطلب التوظيف الصحيح لهذه الثروات حتى يتسنى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمملكة. بل أن وجود مشكلات هيكلية من قبيل ظاهرة تدني الأجور فضلا عن انتشار البطالة ولاسيما في صفوف الإناث بالإضافة إلى ضخامة عدد الطلبات للخدمات الإسكانية (أكثر من 40 ألف بحسب بعض المصادر غير الرسمية) دليل على عدم تنفيذ وظيفة التخطيط بشكل سليم.
ختاما نأمل أن يتمكن البرلمان المقبل من العمل مع الحكومة والقطاع الخاص والحركة العمالية في التخطيط السليم للقضاء على الكثير من التحديات الاقتصادية التي تواجه مملكتنا الغالية. ختاما لا بد من تقديم الشكر الجزيل لجمعية الإداريين البحرينية لاهتمامها بنشر ثقافة الإدارة في المجتمع
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1550 - الأحد 03 ديسمبر 2006م الموافق 12 ذي القعدة 1427هـ