العدد 2475 - الثلثاء 16 يونيو 2009م الموافق 22 جمادى الآخرة 1430هـ

إيران شعار «الله أكبر»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

هكذا إذا تحوّلت نتائج الانتخابات الإيرانية إلى خروج مئات الآلاف من أنصار المرشح الرئاسي مير حسين موسوي إلى ميدان آزادي، الميدان الذي يعتبره الإيرانيون رمزا تاريخيّا، وهذه المرة يتجمعون حول شخص كان من رجالات الثورة الإسلامية في 1979، ولكنه اليوم يفاجأ بأن الجماهير تلتفُّ حوله في مسيرة دعا إليها احتجاجا على ما اعتبره تزويرا للانتخابات، ومطالبا بإعادة الانتخابات وإجراء تحقيق فيما جرى في 12 يونيو/ حزيران الجاري.

لعلَّ الحيرة على وجه موسوي تعني الكثير، ولعلَّ الشعارات التي طالب أنصاره برفعها تترجم موقفه، فهو طالبهم بترديد «الله أكبر»، و «لا إله إلا الله»... أما الشعارات الأخرى فقد تطوَّع بها المتظاهرون بأنفسهم. ولكن اختيار موسوي لهذين الشعارين يحمل في طياته معانيَ مؤلمة جدّا للجمهورية الإسلامية التي تأسست على نداءات «الله أكبر» قبل 30 عاما، ولذا فإن ترديدها الآن وفي هذه المناسبة يعني الكثير لمن رفع هذا الشعار قبل ثلاثة عقود.

ربما لو كان موسوي عَلِمَ مسبقا أن هذا سيحدث له لاختار البقاء خارج السياسة، والانزواء عنها كما فعل منذ أن ترك منصب رئاسة الوزراء قبل عشرين عاما... فأنصاره الذين يرددون هتافاته وُلد أكثرهم بعد العام 1979، وذلك لأن 60 في المئة من الإيرانيين أعمارهم تقل عن 28 سنة، وهؤلاء يلتفون حول رمز خرج إلى السطح فجأة، وهو رمز لم يكونوا يعرفوه قبل فترة وجيزة لأنه توارى عن الأنظار.

سقوط على الأقل قتيل واحد أمس وسقوط أعداد غير معلومة من الجرحى بعد امتلاء شوارع طهران بالمحتجين على نتائج الانتخابات يُعتبر أكبر تحدٍّ لنظام الجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها قبل 30 عاما... فالذين قادوا التظاهرة أمس ليسوا أناسا عاديين، وإنما هم تلامذة الإمام الخميني الذين كان يُطلَق عليهم «خط الامام»، وهؤلاء هم في وضع لا يُحسد عليه، إذ إنهم يعتقدون بأن أمامهم خيارين: البقاء في المنازل بانتظار طَرقات الباب، أو الخروج مع جمهور من الناس بمستوى أعمار أبنائهم.

إنه من المؤسف جدّا أن يكتب المرء عن الوضع الإيراني بما يفطر القلب، فالوضع الذي توتّر إنما جاء نتيجة لطريقة التعامل مع العملية الانتخابية... إيران عُرف عنها إمكانية تعايش اتجاهاتها داخل إطار مفاهيم الجمهورية الإسلامية، وكان مستوى هذا التعايش يحسدهم عليه العدو ويغبطهم الصديق، ولكن الآن يبدو أن شيئا ما قد انكسر، وهو ما يفسر الشعارات التي رُفِعَتْ أمس.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2475 - الثلثاء 16 يونيو 2009م الموافق 22 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً