صادف يوم الجمعة الماضي الموافق 1 ديسمبر/ كانون الأول، اليوم العالمي لمكافحة الإيدز. يصعب الإشارة إلى جهود ملموسة على مستوى المملكة للتصدي لهذا المرض.
بل يمكننا القول إننا قد نفتقر حتى إلى الأرقام التي قد تساعد من يهتم بالأمر لبدء خطوات الالتفات نحوه. وقد ضاعف من شدة إهمال حشد أية قوى لعمل ما بمناسبة اليوم العالمي له، ضجيج الحملات الإعلامية التي رافقت إعادة الانتخابات لبرلمان 2006 في البلاد. عزز من سلبيات كل ذلك غياب اهتمام أي من مؤسسات الدولة، ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بهذا الموضوع.
باختصار مؤلم، نسى الجميع: سلطة ومرشحون ومننتخبون هذا المرض الخبيث وانهمكوا في ترتيب البيت السياسي.
هذا المرض الذي تعهد في يونيو/ حزيران 2001، زعماء العالم في دورة استثنائية للجمعية العامة خصصت لمناقشته، بضمان رصد موارد وفيرة ومستدامة تستهدف تحقيق نتائج من أجل التصدي لفيروس الإيدز على نطاق العالم. وإلى جانب «خطة المكافحة» الشاملة لهذا المرض، ساندت الجمعية العامة إنشاء صندوق عالمي لفيروس الإيدز والصحة من أجل تمويل استجابة موسعة تتصدى لهذا الوباء، تجمع في إطارها بين عناصر الوقاية والرعاية والدعم والعلاج. كما أن الصندوق المذكور، الذي بدأ عمله في يناير/ كانون الثاني 2002 بعد الحصول على تعهدات من الحكومات والقطاعات الخاصة بتقديم تبرعات مبدئية مجموعها مليارا دولار تقريباً، سيُستعان بها أيضاً في مكافحة السل والملاريا.
وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، الذي يحشد خبرات ثماني وكالات وبرامج تابعة للأمم المتحدة، هو حامل راية الدعوة للتصدي لهذا الخطر على صعيد العالم. وهو يقود ويدعم مسيرة العمل على الوقاية من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، والحد من خطر تعرض الأفراد والجماعات للإصابة به، وتوفير الرعاية والمساندة للضحايا والتخفيف من ويلات ذلك الوباء.
ويعزز البرنامج البحوث، ويعبئ جهود الدعم من القطاع الخاص، ويشجع على تكوين شراكات فيما بين الحكومات والصناعات الصيدلية. كما أنه يستقطب جهود كُبريات شركات الدواء التي وافقت على تخفيض كلفة علاج ورعاية المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز في البلدان النامية لتكون في متناول قطاع أعرض من السكان.
لقد باتت متلازمة نقص المناعة المكتسب كارثة صحية جانحة، إذ يوجد نحو 40 مليون إنسان تقريباً من المصابين بها أو الذين يحملون فيروس نقص المناعة البشرية الذي يسببها، يعيش 95 في المئة منهم في الدول النامية. وقد أصاب هذا الوباء ما يربو على 60 مليون إنسان، وتنتشر عدواه بمعدل 5.3 ملايين حالة جديدة سنوياً. وبات رابع سبب رئيسي للوفاة في العالم. وقد قضى الإيدز على 20 مليون فرد على مستوى العالم.
وقد توفي نحو 3.1 ملايين فرد نتيجة لأسباب مرتبطة بالإيدز في العام 2002. وتعتبر شبه الصحراء الإفريقية أكثر مناطق العالم إصابة بفيروس الإيدز، إذ إن سبعين في المئة من السكان مصابون بفيروس الإيدز في شبه الصحراء الإفريقية، على رغم أن عدد السكان بها يمثل 11 في المئة من إجمالي سكان العالم.
وفي العام 2002، أصيب ما يقرب من 3.5 ملايين فرد في المنطقة بفيروس الإيدز. تأتي بعدها منطقة البحر الكاريبي في المرحلة الثانية بعد شبه الصحراء الأميركية في انتشار الإصابة بفيروس الإيدز.
ففي هايتي على سبيل المثال لا الحصر، تبلغ نسبة الإصابة بفيروس الإيدز نحو 6 في المئة. أما أوروبا الشرقية فتشهد أسرع نسبة انتشار لفيروس الإيدز في العالم، إذ بلغ عدد المصابين في العام 2002، ما يربو على 1.2 مليون فرد.
وعندما نصل إلى آسيا والمحيط الهادي، فسنجد أن هناك نحو 7 ملايين فرد مصابين بالإيدز.
وتصل نسب الإصابة في ثلاث دول هي كمبوديا ومينمار وتايلند أعلى من 1 في المئة بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 49 عامًا
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1549 - السبت 02 ديسمبر 2006م الموافق 11 ذي القعدة 1427هـ