تبقى قضية الوطن والانتخابات وشبكهما بقضايا الاصطفاف الطائفي في البحرين أموراً تؤرق كل مواطن شريف يبحث عن جسر آمن يطرح عن طريقه قضايا مثل التوزيع العادل وحماية المال العام، كل ذلك بعيداً عن الأطروحات الطائفية بشتى أنواعها وأشكالها.
فامتصاص أي توترات وقلاقل داخلية ذات صبغة طائفية هي مسألة لا يحبذها المواطن الشريف بل يمقتها ويحاربها بأية وسيلة يستطيع.
وعندما نعايش أجواء الانتخابات نجد روحاً أخرى غير تلك المحبة وقلبها على أهل البحرين بكل فئاتهم وأطيافهم. روح تؤجج وتصطدم وتخادع، وفي النهاية تظن أنها حصدت خيراً على رغم أنها حصدت شراً، عن دراية أو جهل، لكنها في كل الأحوال، ساهمت في عمل سيترك أثره السلبي على جيل جديد من أبنائها وأحفادها، حينها ستعض على أصابع الندم، لأن القضية ليست لهذه الفئة أو ذاك التيار، بل هي قضية وطن مزّقه جشع من لا غيرة له عليه أو على أبنائه المخلصين وشعبه الطيب.
نخط سطوراً... قد تكون إنشائية بعض الشيء، لكن الواقع البحريني يحمل الكثير من المفاجآت والمزايدات، وكثيراً أيضاً من التزييف، وجميعها أمور لا تكفي من تزيين الحال البحرينية على أكمل وجه، وخصوصاً عندما نجول في بعض المناطق السكنية المهملة بالأمس، وهي غارقة في بحر من الأمطار الممزوجة ببحر آخر من الطائفية وبث روح الفرقة والأحقاد، في مجتمع صغير مشكلته أنه يريد أن يؤمن له مسكناً، وعملاً لأبنائه، وتوفيراً لاحتياجاته الأساسية بحيث تكون من جدولة أساسيات الحياة.
كنا نقول إننا الأحسن والأفضل والأول وغيرها من الأوصاف على دول المنطقة، لكن هذا كان في الماضي، فنحن مشغولون بأزمات التفرقة والتجزئة، بينما غيرنا من دول الجوار مشغول بخلق صور رائعة عن نفسه وبلده، واحتضان فعاليات دولية تفوق التوقعات إلى تحسين أوضاع مواطنيها من مختلف النواحي... لن نتكلم أكثر، ولن نقول أكثر... فقط انتظروا المستقبل والصورة التي سترسم لأبنائنا
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1549 - السبت 02 ديسمبر 2006م الموافق 11 ذي القعدة 1427هـ