هنالك شيء ما ينتقص من الإخراج النهائي لبعض الأفكار التي تنتجها قناة "دبي" الفضائية، وينتقص بالتالي من النجاح الذي تستحق أن تحققه.
ومن تلك البرامج، البرنامج الجديد "غير لي حياتي" الذي يأتي في إطار برامج التلفزيون الواقعي، إذ إن البرنامج يقوم بعلاج حالات تعاني تشوهات خلقية، أو تشوهات نتيجة حوادث مؤلمة أثرت في حياة المشارك أو المشاركة بصورة سلبية، وجعلت تكيفه مع محيطه الاجتماعي يعاني من بعض الصعوبات، الأمر الذي يؤدي إلى انعزال الشخص وانطوائه، ويؤثر بالتالي في نفسيته وشعوره بالسعادة.
الهدف من البرنامج إنساني وله قيمة كبيرة، وتستحق القناة الشكر عليه، كما أن الفكرة تعد أكثر ملامسة لواقع المشاهد وأكثر تداخلاً مع الواقعية التي أتت في معظم البرامج الشبيهة على القنوات العربية كـ "تمثيلية للواقع"، واختيار المشاركين خضع الى الكثير من الشروط، للوقوع على المشارك الذي يستحق فعلاً أن يخضع الى العلاج، عن طريق البرنامج لتغيير حياته نحو الأفضل.
سلبية البرنامج الوحيدة تأتي في عدم قدرته على بناء سيناريو للحدث، لتقريب المشارك إلى المشاهد، لتحقيق التعاطف الذي يقوم عليه هذا البرامج، وأقصد التعاطف الإنساني الحقيقي الذي يؤدي إلى التفاعل الوجداني وإلى الإحساس بالآخر.
وربما الرغبة الملحة في الوصول إلى ذلك الهدف، أدت إلى وقوع أسرة الإعداد في فخ واضح، وهو تأليف القصة ومحاولة مساندتها، من خلال إخراجها النهائي بلقاءات ومشاهد واضح جداً أنها مكتوبة، وأنها غير واقعية، لذلك فهي لا تصل إلى المشاهد. فما هو غير حقيقي لا يمكن أن يلامس المشاهد أبداً.
ربما لو كان الأمر طبيعياً، وكانت ردود الفعل التي يتم تصويرها ورصدها عفوية، ومن جنوح إلى التمثيل، وإلى إخراج مشاهد بتدخل مباشر، يحكم ردود الفعل ويوجهها نحو خدمة غرض البرنامج، سيكون الأمر أكثر نجاحاً وأكثر تحقيقاً لشهرة برنامج قائم على فكرة جديرة بأن تأخذ حقها من النجاح ومن متابعة الجمهور
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1548 - الجمعة 01 ديسمبر 2006م الموافق 10 ذي القعدة 1427هـ