للمرأة في البحرين «سالفة» عويصة لا يفكها إلا الجني الأزرق، فـ«سالفة» الترشيح والانتخاب شيء وتمكين المرأة وجعلها تخوض التجارب الصعاب وفقد الكثير من ماء الوجه في مواجهة حامية الوطيس مع الرجل شيء آخر.

في بلد مثل البحرين التعددي الانفتاحي الذي يحترم كل الافكار والاديان والطوائف، تراه يقف عاجزاً أمام موضوعات مثل المرأة! ولك في آخرها خير دليل.

في جميع القراءات التي نتابعها في هذا الشأن وآخرها موضوع دخول حواء انتخابات برلمان 2006 وكيف هي أدخلت البحرين التاريخ بإدخال المرأه البرلمان بـ «الدز». وبقدرة قادر لدائرة كل سكانها من الغزلان والضببه وطيور النورس، لنكتشف أن تركيبة الناخب البحريني صعبة جدا، فقبل أن نتكلم عن الرجل تصدمك المرأه بآرائها للمرأة مطبقة «وشهد شاهد من أهلها» في عدم قدرتها وأحقيتها في الـوصول الى مقعد برلماني لتكتفي بصدقات الحكومة وعطاياها من توزير هنا و«تشوير» هناك.

فقبل أن نحاول تثقيف الناس بدور المرأه واقتحامها جميع الميادين الطبية والتعليمية والهندسية والصناعية التي أثبتت نجاحها بجدارة إلا من شواذ هنا وهناك، يجدر بنا تثقيف وإقناع حواء نفسها بقيمتها الفعلية التي تخرج عن كونها ربة بيت وطبّاخة فنانة وخادمة مُطيعة تلبي طلبات وأوامر الزوج والاولاد، الى امرأه لها شأنها ووزنها في المجتمع لتدخل بعد ذلك مرحلة المشاركة في القرار، باختصار أقصد خروجها من دور البقرة في المجتمع الى دور الراعي.

لقد تحمّست المرأة في الانتخابات الاخيرة، ولربما يرجع هذا الحماس من فرط ما تكلم المتخصصون عن تمكين المرأة، الى أن تكون بالون كبير أصبح كالغمامة التي صدت عينها عن واقع مرير تجاه المرأة، في مجتمع يتعامل مع المرأة بدونية ويطالبها بالكفاءة في الوقت الذي لا يطالب فيه الرجل بهذه المطالب نفسها، في مجتمع يختار مترشحيه على أساس طائفة وأصل وفصل لا على أساس كفاءة واقتدار وخبرة وقوة مواجهة ومقارعة، وهذا واقع لا نستطيع إنكاره ألبتة.

عموماً... من وجهة نظري، لتكن تجربة المرأة مجرد تجربة تضيف إليه أكثر مما تنتقص منها، فهي في النهاية يجب عليها أن تتحمل الكثير للخروج من دائرة العطف والتكرم عليها للوصول الى مرحلة الاستحقاق بالجدارة وبحسب معايير المجتمع الصعبة والمُحبطة طبعاً، والى ذلك الوقت ربما نحتاج الى سنين وبنين، والله يعطينه وإياكم عمر ونشوف المرأه نجحت في الانتخابات من دون "دز" أو مساعدة