تدفقت حشود قدرت بمئات الآلاف وغطت ثلاث ساحات رئيسية عقب صلاة الجمعة في لبنان هي رياض الصلح، وبشارة الخوري، والشهداء، نظم جمعهم 20 ألف منظم لمنع حدوث احتكاكات أو انفلات أمني.

والملاحظ أن تلك الحشود الضخمة اتفقت على رفع علم لبنان فقط تعبيرا عن أن تحركهم لإسقاط حكومة فؤاد السنيورة يتم بدوافع وطنية وليست حزبية ضيقة كما رفعوا شعار «نحن» والذي يعني «نحن نريد حكومة نظيفة».

وكان الشعار الرئيسي لهذه التظاهرة، التي ستتحول فيما يبدو لحركة اعتصامات، الذي طبعت منه اللجنة التنظيمية أكثر من خمسين ألفاً «مشاركة وحدة وانتخابات» ووقعت كل اللافتات باسم «المعارضة اللبنانية» التي تضم بالإضافة لأنصار حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر, أحزابا وقوى سياسية أخرى. كما وزع التيار العوني من جهته قرابة 300 خيمة وأكثر من عشرين ألف علم لبناني.

خطوة النزول إلى الشارع من قبل المعارضة تهدف إلى إحداث تغيير ديمقراطي يمنحها فرصة المشاركة السياسية الكاملة في القرار الوطني، ولتؤكد أن ‏لبنان لا يحكم إلا بمشاركة الجميع أي بالتوافق، ولن يقتصر الأمر على المشاركة هذه المرة, كما صدر عن بعض المصادر, من خلال «الثلث الضامن» أو «المشارك»، بل ستأخذ ‏حصتها كاملة وفقاً لتمثيلها في المجلس النيابي. وتقول المعارضة إن لبنان لن يكون منذ ‏الغد مزرعة شيعية أو مارونية أو درزية أو سنية، بل المرتجى بوطن لجميع أبنائه كما نص ‏اتفاق الطائف.‏

إذاً انطلقت الشرارة وسارت الأمور من قبل المعارضة والتيار الموالي للحكومة في اليوم الأول بهدوء، فكيف سيكون سيناريو الأحداث في الأيام المقبلة؟ هل سيتمكن الجميع من ضبط الأعصاب؟ وهل ستقبل الحكومة بمطالب المعارضة وتقدم استقالتها، أم ستتمسك بحقها إلى النهاية؟ وهل سيتحمل الوضع الأمني والاقتصادي في لبنان استمرار هذا الحال؟ أم سيتدخل العقلاء والحكماء في النهاية لإيجاد مخرج يحفظ للبنان سيادته ويمنح كل زى حق حقه؟