هل يصلح من يدافع عن الطائفة أن يكون مدافعاً عن الوطن؟ سؤال أتعبني البحث عن إجابة له في برامج المترشحين الطائفيين. ووجدت في النهاية أن من يدافع عن الطائفة لا يصلح لأن يكون مدافعاً عن الوطن!
نعم، من يدافع عن توظيف أبناء الطائفة، ورعاية حقوق الطائفة، ومراعاة مصالح الطائفة... إلخ، لا يصلح أن يدافع عن الوطن، وحقوق جميع المواطنين... من لا يريد لوطننا أن يكون عراقاً آخر، عليه أن لا يسعى إلى مسببات المشهد العراقي، بل عليه أن يطرح الأنموذج الماليزي للتعايش السلمي بين الطوائف والأعراق. عليه استحضار المواقف الوطنية التاريخية لأبناء هذا الوطن، عليه خوض المنافسة ببرنامج وطني قائم على العدل والمساواة والحقوق لجميع المواطنين. هذا من هو جدير بجعل البحرين أكثر أماناً وعدلاً ومساواة. علينا كمجتمع بحريني استحضار الأمثلة الوطنية التي يزخر بها تاريخنا البحريني، أمثلة هيئة الاتحاد الوطني البحريني، تاريخ من التلاقي والمحبة، وتاريخ من التعايش السلمي بين الطوائف، وتاريخ من التعاون السياسي والحقوقي والمطلبي لأبناء هذا الشعب جميعاً. هناك فروقات كبيرة بين المذهبين السائدين (السنة والشيعة)، وهناك اختلاف في السلالات والأعراق، ولكن هناك اتفاقاً بيننا كبحرينيين وجامع وطني يرفرف على رؤوسنا وهو أننا بحرينيون وكفى. وهذا الأمر الذي يجب أن نضعه في الاعتبار حين الوقوف أمام الصندوق الأزرق للتصويت. تُعد الانتخابات، في جانب منها، أحد أهم المفرزات التاريخية لمعرفة درجة الوعي السياسي والحقوقي والوطني في المجتمع، وإن كانت الانتخابات الحالية أظهرت كثيراً من النتائج على هذا الصعيد، وهي نتائج ذات دلالة واضحة على تراجع الوعي الوطني في البحرين، وتحديداً لدى شرائح عريضة في المناطق السنية. طبعاً - لن أتطرق إلى المناطق الشيعية إذ الوعي من قديم وتجدّد فيما بعد ناحية الالتفاف حول شيوخ الطوائف، ولذلك لم يفز أي شخص مستقل غير خاضع لشيوخ الطائفة - أما المناطق السنية، فإنها كانت من قديم خارج السيطرة المذهبية، ما عدا فترات قليلة خضعت لأسباب عدة، للجمعيات الإسلامية التي ادعت تمثيل والدفاع عن الطائفة زوراً وبهتاناً. إذاً، التعويل اليوم (السبت) في الجولة الثانية، على الناخبين في المناطق السنية وذلك من أجل وصول المرشحين الوطنيين الذين يعتبرون صمام أمان لبرلماننا القادم، صمام أمان وطني في برلمان طوائفي متلاطم، وقد يكون متناحراً
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1548 - الجمعة 01 ديسمبر 2006م الموافق 10 ذي القعدة 1427هـ