اعتادت الحكومات الغربية في الآونة الأخيرة على استخدام مسمى الإرهاب كذريعة واهنة لقلب موازين الأمور، فأمسى هذا المسمى أول كلمة يتعلمها أطفال السياسة. والمشكلة أن «الاسطوانة» - التي تتلا دائما على مسامع المواطنين - كانت من اختراع الغرب في الأساس، فهي من منبتها إلى ثمرها غربية ولا تمت لا إلى دين ولا مذهب بصلة.
ومثال على ذلك، تنظيم «القاعدة» و»طالبان»، من الذي كان يدعم «طالبان» لإيصالها إلى الحكم في أفغانستان؟ ومن الذي كان يزودها بالعدة والعتاد ويدرب عناصرها؟ الإجابة هي كلمة واحدة: أميركا. والسبب كان للتخلص من سيادة الاتحاد السوفياتي في المنطقة التي تزخر بالخيرات النفطية.
وعلى رغم حوادث 11 سبتمبر/ أيلول، والعداء المزعوم لـ «القاعدة» لايزال هذا التنظيم يخدم مصالح واشنطن، من إعاقة التقدم وتدمير الاقتصاد وإعطاء أكبر ذريعة للبقاء في المنطقة ولبيع الأسلحة التي لا تملك دولنا القدرة استخدامها، بل توضع في يد البائع ليستخدمها ضدنا. في أي وقت شاء. فمن الإرهابي الآن؟ المتحكم في السلطة أم الذي غرته بعض الكلمات فصدقها، اعتقادا منه أنها الطريق السوي لإطاعة ربه.
كل منا كان ولايزال يلعن اليهود لاغتصابهم القدس وقتلهم المدنيين الفلسطينيين الأبرياء ولكن الذي يغوي السذج من الناس لتحقيق مصالح أكبر أعدائه وأعداء كل من يقف مع الحق، ماذا يقال عنهم؟ وما الفرق بينهم وبين اليهود؟ فإن كان اليهود يقتلون الفلسطينيين بدم بارد فهو لسلبهم أرضهم وحقهم. ولكن من يقتل من ليس له علاقة به لمجرد اختلاف ديانة يكون قد انحدر إلى أدنى مستويات الغباء. والطامة الكبرى هي أن غالبية هذه العمليات تستهدف المسلمين وتقتل المسلمين وتدمر أمة المسلمين باسم الإسلام. والفضل في ذلك يعود إلى أبي لهب هذا الزمان (بن لادن).
متى تتوقف هذا الاسطوانة العوجاء عن الدوران ليبان الحق فيما يقال؟ فإن كان لدى أبي لهب أي حق فليعدل وليحق الحق على أعداء أمته من الكيان الصهيوني بدل أن يستهدف أطفال ونساء وشيوخ العراق, وليعد إلى رشده الذي ضل عنه فلن تفيده اسطوانته البالية في وقت الحساب
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1528 - السبت 11 نوفمبر 2006م الموافق 19 شوال 1427هـ