العدد 1528 - السبت 11 نوفمبر 2006م الموافق 19 شوال 1427هـ

الفساد في الأحزاب السياسية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تملأ ملصقات الدعاية الإنتخابية للمترشحين للمجلس النيابي والمجالس البلدية شوارع البلاد، حتى أصبح البعض منا يكاد لايميز بين بعضها وبين بعض الإعلانات التجارية، لدرجة أن إحدى الناخبات قررت أن تعطي صوتها لأحدهم إعجابا بحسن جماله، لكنها أصيبت بإحباط عندما لفت نظرها إلى أن الإعلان يروج لإحدى ماركات العطور العالمية.

حالة شبيهة بتلك عانيت منها شخصياً، فقد تحدثت في مقالتين سابقتين عن الفساد كظاهرة تتفشى في مؤسسات الدولة، وما تولّده من مشكلات وما تؤدي إليه من عقبات تقف في وجه تطور البلدان وتقدمها، لكني بدوري اكتشفت، وأنتابتني موجة من الإحباط، عندما قرأت أن الفساد، كظاهرة لا يتوقف عند أبواب القطاع العام، بل ينتشر كالنار في الهشيم في صفوف الأحزاب المعاصرة.

هذا ما أكدته تقارير منظمة الشفافية الدولية «International Transparency» غير الحكومية التي تعنى بالفساد في تقرير نُشر الجمعة أن الأحزاب السياسية وكذلك البرلمانات والشرطة والأنظمة القضائية هي المؤسسات التي تشهد أكبر قدر من الفساد في العالم.

وقالت هوغيت لابيل رئيسة هذه المنظمة ان «الاحزاب السياسية تعتبر اكثر المؤسسات فسادا في 45 دولة من اصل 69 شملتها الدراسة».

وترتكز هذه النتائج الى استطلاع للرأي شمل 55 الف شخص في 69 بلدا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد. وأوضحت المنظمة «بشكل عام اعتبرت الأحزاب السياسية وباشواط اكثر المؤسسات فسادا في المجتمع» مشيرة الى ان «هذا الرقم في ارتفاع مقارنة مع العام الماضي حيث اعتبرت 36 دولة من أصل 62 أن الأحزاب هي أكثر المؤسسات فسادا».

وأشارت المنظمة إلى أن تأثير الفساد على حياة الفرد تزداد كلما كان فقيرا. وشددت هوغيت لابيل «نعتبر أن الفساد مشكلة رئيسية يكون تأثيرها الاخطر على الفقراء».

وكشف الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة غالوب لحساب منظمة الشفافية الدولية أن غالبية من الأشخاص (57 في المئة) يعتبرون أن الفساد زاد في السنوات الثلاث الأخيرة في مقابل 27 في المئة اعتبروا أن مستواه بقي مستقرا و10في المئة أنه تراجع.

وظهر التشاؤم نفسه عند السؤال عن المستقبل. فقد رأى 44 في المئة أن الفساد سيزداد في السنوات الثلاث المقبلة و30 في المئة أنه سيبقى على مستواه الحالي و19في المئة انه سيتراجع. ورأت لابيل ان «الناس عندما يكونون متشائمين لا يشعرون ان بامكانهم القيام بشيء».

في إفريقيا وحدها بين مناطق العالم كلها تصدرت الشرطة تصنيف الفساد متقدمة على الأحزاب السياسية. وأوضحت المنظمة أن «ستا من الدول الإفريقية الثماني المشاركة في الاستطلاع اعتبرت أن الشرطة هي المؤسسة الأكثر فسادا في المجتمع» وعلى رأسها كاميرون وغانا ونيجيريا.

والدول المتطورة وأنظمتها الديمقراطية معنية أيضا بهذه الآفة. وذكرت المنظمة غير الحكومية من الدول المتطورة التي «ذكر فيها أن الأحزاب السياسية هي أكثر المؤسسات فسادا» ألمانيا وكندا وإسبانيا والولايات المتحدة وفنلندا وفرنسا و«إسرائيل» وإيطاليا واليابان ولوكسمبروغ وسويسرا وبريطانيا.

وأوضحت المنظمة أيضا أن في أوروبا الغربية النظر يكون إلى قطاعي الأعمال والإعلام على أنها مؤسسات فساد بعد الأحزاب السياسية والسلطة التشريعية.

لذلك وقبل أن يعطي المواطن الصالح صوته لأحد، لابد له أن يتحقق من أن مرشحه غير مصاب بأحد فيروسات الفساد، التي ما أكثرها أنواعاً وما أسرعها انتشاراً

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1528 - السبت 11 نوفمبر 2006م الموافق 19 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً