العدد 1527 - الجمعة 10 نوفمبر 2006م الموافق 18 شوال 1427هـ

الضغوط غير الديمقراطية انتقاص لحق المواطنة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

بعد أسبوعين يتوجه البحرينيون إلى صناديق الاقتراع ليدلوا بأصواتهم. وما تبقى من هذه الفترة سيشهد الكثير من النشاطات والاجتماعات والتصريحات والتسخين في الحملات الانتخابية في كثير من مناطق البحرين.

الانتخابات بدأت بعد طول انتظار، وجاءت بعد حوادث مثيرة للرأي العام، والمغرضون دخلوا بقوة على خط المنافسة، وهناك نحو 27 دائرة يتنافس فيها أشخاص يمكن تعريفهم ضمن إطار المعارضة الناقدة، بما في ذلك تاسعة الوسطى التي يتنافس فيها أحد أفراد الأسرة الحاكمة الشيخ سلمان بن صقر آل خليفة. الشيخ سلمان بن صقر يعتبر ناقداً لجملة من الأوضاع الخاصة بالشأن العام، وتسانده الجمعيات السياسية المعارضة، وفيما لو نجح فإنه سيكون ضمن التكتل القريب من المعارضة. تصريحات بن صقر تذكر بما حدث في العام 1973 عندما ترشح الشيخ إبراهيم بن سلمان آل خليفة، وكان داخل المجلس الوطني مناصراً لقضايا العمال ووقف مع مطالب الشعب.

وقد أشارت المترشحة منيرة فخرو في كلمتها أثناء إطلاق الحملة الانتخابية للشيخ سلمان إلى أن جمعية «وعد» قررت مساندته لأن في ذلك مساهمة في تعزيز مفهوم المواطنة، إذ إن من حق أفراد الأسرة الحاكمة أن يمارسوا حياتهم العادية كمواطنين من دون معوقات. والأمر ذاته ينطبق على مختلف فئات المجتمع البحريني... فمن حق السنة أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع من دون ضغوط أو مضايقات، كما أن من حق الشيعة أن يختاروا المترشح الذي يودونه من دون تخويف أو ضغط من جهات معارضة أو دينية. وقد أشار عدد من الناشطين السياسيين إلى خشيتهم من أن إقحام علماء الشيعة الكبار في التحشيد لأشخاص معينين سيحرم الشيعة من حقهم في الاختيار الحر المعتمد على الارادة الذاتية.

«جمعية الوفاق» دخلت في نحو 18 دائرة للمنافسة، وعملية اختيار قائمة الوفاق كانت صعبة وواجهت الكثير من المشكلات، لأن مجلس شورى الوفاق اختلف مع «الأمانة العامة» على القائمة، وتم الاتفاق على أن يتنازل «شورى الوفاق» وأن تتحمل الأمانة كامل المسئولية بالنسبة إلى القائمة التي اختارتها. وإذا كان الأمر كذلك، فإن إقحام المجلس الاسلامي العلمائي في تحشيد الناخبين لهذا المترشح أو ذاك إنما هو تصغير لدور وهيبة المجلس وشخصياته. فماذا سيحصل إذا حدث وخابت ظنون الناس لاحقاً من أداء من تم فرضهم باسم علماء الدين؟ ستكون هناك ردة ولن يستطيع المجلس أن يلعب الدور الريادي الذي يتمتع به الآن مستقبلاً.

كما أن إقحام اسم المجلس في التحشيد الانتخابي للأفراد يعني حرمان الشيعة من حقهم في الاختيار، لأن كثيراً من الشيعة يحترمون الشخصيات الدينية وربما يتنازلون «مرغمين من الناحية النفسية»، وهذا يعني أن الضغوط التي يواجهها المواطنون الشيعة لا تختلف عن الضغوط التي يواجهها المواطنون من الفئات الأخرى، وهي ضغوط تنتقص من مفهوم المواطنة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1527 - الجمعة 10 نوفمبر 2006م الموافق 18 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً