ينتمي المها إلى فصيلة بقر الوحش الذي يماثل الحصان في التكوين الجسماني ، وعلى رغم وجود ثلاثة أنواع فقط للمها من حيث الجنس فإن المها ينقسم إلى خمسة أنواع من حيث الشكل، اذ ينقسم المها الموجود في جنوب وشرق افريقيا إلى ثلاثة أنواع فرعية وهي: المها الإفريقي (الغزال) الذي يستوطن صحراء كلهاري في جنوب القارة الافريقية ، ومها (البيسا) الذي يوجد في المناطق القاحلة من الصومال وشرق أفريقيا بالقرب من مناطق وجود المها ذو الأذنين المتهدبة (كالوتيز) الذي يجوب المراعي التي يفصلها نهر تانا بكينيا. أما النوعان المتبقيان للمها فهي أنواع متميزة من حيث الشكل، فالمها ذو القرن المعقوف (اودما) الذي كان يجوب الصحراء الافريقية في يوم من الأيام ، يعتبر من الحيوانات البرية المنقرضة في وقتنا الراهن ، و منطقة شبه الجزيرة العربية هي موطن المها العربي أو المها الأبيض (ليوك اوركس) الذي تمت إعادته إلى الحياة البرية أول مرة في سلطنة عمان في العام 1982 ثم في المملكة العربية السعودية في العام 1995.
جميع أنواع المها المذكورة تستوطن المناطق القاحلة أو المناطق الشبه قاحلة اذ يكون معدل هطول الأمطار السنوية بين 50-250 مليمتر في مناطق وجود المها الافريقي (الغزال) ، بينما تحظى مناطق وجود المها ذي الأذنين المتهدبة (كالوتيز) ومها (البيسا) بغابات السافانا بشرق أفريقيا تحظى هذه المناطق بأمطار سنوية تبلغ نحو 300 مليمتر ، أما المراعى القاحلة بالمناطق الشمالية من القارة فيوجد بها النوعين الأخرين من المها الأفريقي ، أولها هو المها ذو القرن المعقوف الذي يرعى في المناطق الأكثر جفافا والمتاخمة للصحراء الافريقية حيث تهاجر قطعان المها موسميا إلي المناطق الصحراوية والغابات والسهول الجنوبية.
أما المها العربي فإنه يستوطن المناطق الصحراوية والشبة صحراوية كالتلال الرملية والسهول الصخرية والأودية الجافة ، وتعد مناطق تواجد المها العربي من اكثر المناطق جفافا وحرارة مقارنة بمناطق المها الأخرى بالعالم ، اذ يبلغ معدل الأمطار السنوية اقل من 50 مليمتر في معظم المناطق الداخلية بشبه الجزيرة العربية وربما تمر على المنطقة العديد من السنوات المتعاقبة بلا امطار.
يرتبط حجم وشكل المها في معظم الأحيان بمدى جفاف المراعي التي يعيش فيها ، ويعتبر المها الأفريقي (الغزال) من اكبر أنواع المها حجما حيث يبلغ وزنه اكثر من 200 كيلوجرام بينما يبلغ وزن ذكر المها العربي البالغ نحو 100 كيلوجرام فقط ، ويكون لون المها الافريقي مائلا للأسود بينما يكون لون المها العربي ابيض في معظم الأحيان ، اذ يندر وجود الخطوط المميزة للمها في الخصر أو تكون غير واضحة تماما ، أما الأطراف السفلية للمها فتكون بنية اللون أو سوداء ذلك فيما عدا أنواع المها ذات اللون الأبيض الكامل ، ويكون شكل الذكور والإناث متقاربا جدا في معظم الأحوال أما الفرق الوحيد هو أن وزن ذكر المها البالغ يفوق الأنثى بحوالي 10 في المئة. تحوي قطعان المها الافريقي أعدادا متساوية من الذكور والإناث فيما تحوى قطعان المها العربي على العديد من الإناث وذكر بالغ واحد فقط ، وتحوى أيضا قطعان المها العديد من العجول الصغيرة ، يندر وجود قطعان للمها مكونة فقط من الذكور كما هو الحال في قطعان بقر الوحش ، لكن على رغم ذلك توجد ذكور بالغة تعيش بمفردها في حالة المها الأفريقي (الغزال) والمها ذو الأذنين المهدبة والمها العربي ، حيث تخضع جميع أنواع المها للتسلسل الهرمي للسيطرة المطلقة على أمر القطيع من قبل الذكور. يعرف المها بقدرته على العيش في المناطق الحارة والجافة من غير ماء لعدة شهور إن لم تكن سنوات ، ويؤكد على ذلك التوزيع الجغرافي لمناطق تواجد المها بالصحراء الأفريقية وصحراء كلهارى وشرق أفريقيا ومنطقة شبه الجزيرة العربية ، اذ يكون وجود المياه نادرا جدا ، وهو الشيء الذي يؤكد على أن شرب المياه يعد نادرا جدا من قبل المها ، لكن على رغم ذلك فإن معظم أنواع المها قد تشرب المياه عندما تقدم إليها ، ومثال لذلك أن ذكر المها المولود في البرية العمانية يتناول المياه فقط بعد هطول الأمطار ، اذ تؤكد معظم الأبحاث أن حاجة المها للمياه ضئيلة جدا مقارنة بحاجة الابل
العدد 1527 - الجمعة 10 نوفمبر 2006م الموافق 18 شوال 1427هـ