العدد 1527 - الجمعة 10 نوفمبر 2006م الموافق 18 شوال 1427هـ

توفيق: على أهل العلم أن ينبّهوا لترشيح الأكفأ والأصلح

قاسم: وجود مراكز التصويت العامة يعني إلغاء الرقابة

طغت العملية الانتخابية على خطب الجمعة ليوم أمس إذ قال خطيب جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق ان على أهل «العلم أن ينبهوا على ضرورة ترشيح الأصلح والأكفأ، فإن الأمر يتعلق بمصالح العباد والبلاد، وأن التكاتف والتعاضد في مثل هذه اللحظات هو عامل أساسي لنجاح مسيرة الإصلاح».

من جهته ذكر خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز الشيخ عيسى أحمد قاسم «إذا كانت الرقابة المتاحة للمرشح هي في موقع واحد فكم تساوي هذه الرقابة؟ تساوي 1 على 11 فهو غائب عن عشرة مواقع وحاضر من خلال نفسه أو موكله في موقع واحد»، مؤكدا أنه «إذا كانت رقابة كذلك فهذه النسبة تعني لا رقابة فهي انتخابات بلا رقابة وعلى المرشحين وعلى كل المؤسسات وعلى الشعب أن يصر على أن تلغى المراكز العامة العشرة للتصويت».

توفيق: الحكومات العربية سبب المشكلات

وأوضح خطيب الجمعة في جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق أنه «كلما تغافل الناس وتجاهلوا قضاياهم تسلط عليهم أعداؤهم، وأذاقوهم البأس الشديد، وكلما وجدت الأمة نفسها في مصيبة وصدت عنها زاد المجرم الأثيم في جرمه وتعنته»، مضيفا «نسمع أعداد القتلى كل يوم بالعشرات في فلسطين والمئات في العراق، فما الذي فعلناه وما الذي شعرنا به؟ قلوب لم تتأثر، وأعين الدمع منها لم يتحدر، وألسن لم تسترجع للمصيبة الكبرى التي وقع فيها المسلمون، والسؤال المعتاد هو ما يمكننا أن نفعل؟».

وأكد توفيق أن «الدماء سالت وشيعت الشهداء أمام مرأى ومسمع من الأمة بأسرها، والعجيب أن المسلمين يسمعون ويرون ولكنهم لم يرجعوا إلى الله ويقولوا: إنا لله وإنا إليه راجعون وهذا ما يقال عند المصيبة، وهل هناك مصيبة أكبر من هذه المصيبة؟ ولم يقل الناس: لا حول ولا قوة إلا بالله، مشاهد مؤلمة»، مضيفا «ونحن نتفرج على رخص دم المسلم في هذا الزمان والنبي (ص)، هل تأملتم قيمتكم عند الله تعالى وإلى أي درجة وصلت قيمة المؤمن في هذا الزمان، تقتل «إسرائيل» ثم تقول خطأ عسكري أو تلقي أي عذر ومن ثم تعتذر كما أذيع في نشرة الأخبار»، موضحا أن «الغريب أن يطمئن البعض عندما يسمع هذا أو يرتاح قلبه عندما يسمع بأن «إسرائيل» ستحاسب المسئول عن هذا الخطأ. وأين ذهبت دماء عشرات القتلى؟ نساء ورجالاً أطفالاً وشيوخاً؟».

حومة الانتخابات أنستنا فلسطين

ونوه توفيق إلى أنه «في حومة الانتخابات نسي الناس الكثير من القضايا، وعلى رأسها فلسطين والعراق، وانشغلوا بالانتصار على منافسيهم بكل الطرق، من دون مراعاة الشرع الحكيم، بل بالاتهامات والطعن في النواب السابقين واتخاذهم سلماً للوصول إلى مقاعدهم»، مشيرا إلى أن «الكل ينادي بنبذ الطائفية، فإن صدقوا في نبذ الطائفية أفلحوا ونجحوا وإن كانت الشعارات لاستقطاب أكبر عدد من الناس، فإن الله لا يهدي كيد الخائنين والظالمين»، موضحا أن «الواجب على أهل العلم في هذه الأيام إذا دعوا إلى مقار الانتخابات أن ينصحوا لله تعالى، وألا يهينوا العلم بتسخيره لفلان أوعلان، أو يهينوا أنفسهم بالانحياز إلى فلان دون آخر»، مؤكدا أن «العالم إذا سخر الدين لغير مرضاة الله تعالى خسر هيبته ومكانته عند الله وعند الناس، وأن يكون منصفاً في قوله، وأن يرشدوا الناس لما فيه الخير، وأن يسترشدوا بالكتاب والسنة وبأقوال أهل العلم في حكم الشهادة وأن شهادة الزور محرمة».

واردف توفيق: «وأن ينبهوا على ضرورة ترشيح الأصلح والأكفأ، فإن الأمر يتعلق بمصالح العباد والبلاد، وأن التكاتف والتعاضد في مثل هذه اللحظات هو عامل أساسي لنجاح مسيرة الإصلاح، وأن ينبهوا الناس بأن هذه المسألة لا تخرج عن قدر الله تعالى فلا ينصبوا العداء والحقد لمن فاز من غيرهم».

قاسم يتساءل: من أين تأتي أموال الرشا؟

ذكر خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز الشيخ عيسى أحمد قاسم أن «أخبارا بدأت تتوارد من هذه الساحة عن قضية الإرشاء والارتشاء فيما يتصل بالعملية الانتخابية القادمة والرشا درجات منها ما يكون مثلا 5 دنانير ومنها ما يبلغ الألف وأكثر من الألف حتى تأتي أرقام لا تكاد تصدق»، مشيرا إلى أن «الأموال التي يوزعها البعض تتجاوز مقدوره المالي وتتجاوز أرباح المنصب وكل ما يدره عليه موقع النيابة لا يساوي ما ينفقه في العملية الجارية في الانتخابات»، متسائلا «من أين تأتي هذه الأموال؟، التي لا يسع جيب المرشح أن ينفقها ولا تقتضي مصلحته المادية أن ينفق بقدرها فلا بد أن تكون أموالا من غيره، العملية عملية بيع وشراء عرفنا أن المرشح الراشي يعطي ثمنا من المال ووعودا مادية؟».

وأضاف قاسم «ولكن الناخب ماذا يعطي؟ انه يعطي دينه وليس دينه فقط وإنما دين الآخرين لأن هذا النائب نائب عن الشعب ومن باع الدين بالمال فقد باع دين الناس كلهم من خلال تشريعات وقرارات مخالفة»، مشيرا إلى أن «الناخب المرتشي يبيع مصالح المحرومين والمستضعفين ليس على مستوى جيل واحد بل على مستوى أجيال، إنه يبيع أمن المواطن وحتى حياته من خلال مساعدته على الخيانة والتلاعب ومن خلال مساعدته على التشريعات القاسية وتمرير الأخطاء والتستر على التلاعبات»، موضحا «انه طريق لتمرير قانون مثل قانون التجمعات وقوانين أشد وأقسى، هذا الناخب يبيع كل هذه الحصيلة الضخمة وهذه الأمور المهمة العالية بالثمن الذي يقبضه وأحيانا يبيع صوته وصوت جمعيته أو عشيرته أو بيته أو أصدقاءه الذين يستطيع التأثير عليهم»، مؤكدا أنه «إذا باع أصوات العشيرة وصل الثمن إلى الألوف وإذا استطاع أن يبيع أصوات قريته أو نصف قريته فقد يصل الرقم إلى عشرة الاف وعشرين ألفا أو ثلاثين ألفا، بوركت له صفقة تأخذ به إلى النار».

المرشح الراشي اليوم هو نائب مرتش غداً

وأردف قاسم «وهنا يأتي صراع الدين مع المال، الرب في النفس المال أم الله، المكانة في النفس للمال أو الدين، صلاة أخينا حقيقية أو شكلية؟ صوم أخينا حقيقي أم شكلي؟ حج أخينا حقيقي أم شكلي؟ (...)، فإذا كان له صوم حقيقي وصلاة حقيقية وحج حقيقي فإنه لا مال الانتخابات ولا مال أكبر من مال الانتخابات بملايين المرات أن يشتري منه موقفا واحدا (...)»، مضيفا «لنطرد المرشح الذي يقدم لنا الدينار ليشتري ديننا، المرشح الراشي اليوم هو نائب مرتش غدا بلا إشكال وإذا كانت عطاياه اليوم كبيرة فقد بدأ حركة الارتشاء من يومه هذا»

العدد 1527 - الجمعة 10 نوفمبر 2006م الموافق 18 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً