أعلن عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورئيس جمعية أهل البيت (ع) الشيخ عبدالعظيم المهتدي أنه ليس هناك من المصلحة الشرعية والوطنية مصادرة حرية الجمهور بفرض قائمة محددة بأسماء معينة، وكانت الحكمة تقتضي أن يقف العالم مع حرية الاختيار وعدم فرض الأشخاص على الجمهور، والعالم الصالح هو مصدر الإفتاء الشرعي وليس تحديد الموضوعات الخارجية، وينبغي للعلماء أن يبينوا ضوابط الشريعة في اختيار الأكفأ والأصلح من دون أن يقعوا في مصيدة الأسماء والدخول في تجاذبات المترشحين، لأن لهذه المواقف السياسية آثار سلبية ممتدة على علاقات الناس ببعضهم وبالتالي علاقاتهم بالعلماء».

وردا على سؤال لـ«الوسط» عن دعم السيد السيستاني لقائمة معينة أجاب المهتدي: إن المرجع السيد علي السيستاني لم يؤيد كتلة بعينها في البحرين، وإما في العراق فإنما أشار مكتبه إلى التأييد العام لخط الائتلاف المتكون بطبيعته من اتجاهات مختلفة، ولا بد لنا ألا نستنسخ الحالات التي تعيشها بلدان أخرى على حالتنا في البحرين نظراً الى اختلاف الظروف وتفاوت درجة الحيثيات (...) نحن نؤمن أن المجتمع لديه من العقل ما يميز به الأصلح من غير الأصلح، فإذا قمنا بصفتنا علماء دين ببيان الضوابط الدينية لأخذها كل عقل وطبقها على الأسماء المطروحة بحسب التكليف الشرعي، أما أن نحدد للمجتمع أشخاصا معينيين فهذا فرض رأي ومصادرة آراء أخرى، وبالتالي ما الفرق بين مجلس برلماني تفرض جهات عليه آراءها وبين مجلس آخر بالمقياس نفسه، فالحرية دائما يجب أن تكون سيدة المواقف».

وأكد المهتدي «ان هناك كفاءات مستقلة تمتاز بدرجة الإيمان والكفاءة لا ترغب أن تكون منضوية تحت قائمة حزبية واحدة، فهؤلاء لهم حقهم الكبير علينا كي نحترم ارادتهم ونكبر فيهم روح الاستقلالية. نحن في مرحلة تاريخية مهمة لا بد للقيادات العلمائية والكفاءات الوطنية أن تبني فيها أساسا للقيم والمبادئ التي ناضل من اجلها الشرفاء»