دعا الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي»أمل» الشيخ محمد علي المحفوظ المجلس الإسلامي العلمائي الذي يرأسه الشيخ عيسى قاسم إلى أن يترك للناس حق اختيار المرشح الاكفأ والأصلح وفق الضوابط الإيمانية والموضوعية.
وقال المحفوظ في تصريح لـ»الوسط»:إذا كنا نريد أن ندفع الناس للمشاركة عبر الدخول في الانتخابات لتحصيل وانتزاع الحقوق فلا ينبغي أن يكون ذلك على حساب حق الناس الطبيعي في التشخيص والاختيار، لأن الانتخابات هي مجرد ظاهرة سياسية ينبغي أن ننفتح عليها من خلال العقل والحكمة حتى نتلمس مواضع الخلل والقصور لواقعنا السياسي والاجتماعي، ونضع الحلول المناسبة لها، ومن هنا فان من حق أية جماعة أو تيار أو توجه سياسي أن يحشد لنفسه ولجماعته ولمرشحيه، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك على حساب الآخرين حتى وان اختلفوا معه».
وتساءل المحفوظ: «هل أضحى المجلس العلمائي مظلة حزبية لجماعية معينة؟، فما حدث في الآونة الأخيرة كشف ان المجلس العلمائي هو شورى للوفاق وهو مجلس ترجيحي والإشكال ليس هنا ولكن الإشكال - مع محبتي وتقديري للقائمين عليه - يكمن في تحجيم المجلس العلمائي وتحديده في إطار معين وجماعة معينة مع انه يدعي غير ذلك، وأنا كنت منذ البداية من الداعين للقائمة الواحدة، ولو كنا ضمن القائمة لا ينبغي أن يكون على حساب الآخرين وإلغاء الآخرين وبخس حق الآخرين».
وردا على سؤال عن دعم المرجع الديني السيد السيستاني لقائمة الائتلاف العراقي الموحد وتشابه ذلك مع وضع القائمة الموحدة في البحرين قال المحفوظ: «إن الظروف تختلف من منطقة إلى أخرى في المكونات الثقافية والخصوصية الاجتماعية، ويمكننا الاستفادة من التجربة، ولكن هل نختزل أنفسنا في قالب واحد وما خرج عن هذه البوتقة يعتبر شاذا وخارجا على الملة، ولا نريد وجود جهة تدعي لنفسها إن لها الحق المطلق في تمثيل الشارع وتقوم بإلغاء الآخرين».
وبشأن الانسحابات التي جرت في الساحة لصالح مرشحي «الوفاق» قال المحفوظ: «في كرانة تركنا للناس حرية الاختيار، وليس لدينا تخوف من عقدة امتلاك الوفاق الشارع كما تقول ولكن لا احد يمثل الحق المطلق، وإذا كنا نحتكم للشارع فلا يجب أن نحمل الشارع أكثر من طاقته وهذا الأمر يمزقنا(...) لا يجوز أن نقول إن قائمة معينة هي الخط العلمائي، في حين إن الساحة متوافرة على كفاءات علمائية مع ملاحظة أن القضية لا تستحق كل التحريض والتحشيد، فلا يوجد توازن بين التركيز على الموضوع الانتخابي والأدوات المحدودة للمجلس النيابي».
وأضاف المحفوظ: «لا ينبغي أن نفرض قناعة مهما كانت صائبة، كما ينبغي أن نرفض الحالة القسرية والإجبارية، خصوصا ان الناس عانت سنوات كثيرة من دكتاتورية كبيرة، والتعامل مع الموضوع الانتخابي تستدعي مزيدا من الهدوء والعقل والحكم وبعيدا عن الانفعالات، والمفترض قدر الإمكان نحاول أن نمنح للناس فرصة للتعبير عن نفسها في مسالة الاختيار ونثق بالناس لتكون قادرة على الإبداع (...) نحن نحتج على الدولة بأنها وضعت مجلسا معينا يقابل كل نائب منتخب عضو معين، فنحن نعيب على الدولة هذا الأمر ونسمحه لنفسنا، ولربما من حسنات العملية الانتخابية أن نعمل على صناعة الاستقلالية، ليكون الناس مستقلون في اختيار الاكفا والأصلح ويجب أن نعطي للناس فرصة كبيرة ليكونوا مستقلين»
العدد 1527 - الجمعة 10 نوفمبر 2006م الموافق 18 شوال 1427هـ