أرى أن منتخبنا الوطني لكرة اليد يعاني كثيرا وهو يستعد للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة، وأرى أن الظروف المحيطة بالإعداد غير صحية، وقد تؤثر كثيرا على عطاء المنتخب، ففي الوقت الذي نسمع فيه أن المنتخبات الخليجية طارت لمعسكرات خارجية في أوروبا وإفريقيا، نشاهد منتخبنا الوطني يبحث عن صالة لإقامة تدريب واحد عليها مدته ساعة ونصف، ويعاني الأمرّين حتى ينال ذلك إلى درجة أن لاعبي المنتخب ينهون تدريب اليوم ولا يعرفون أين تدريب الغد، وهل سيكون هناك تدريب أساساً؟!
مشكلة الصالة في الواقع لا أعرف من يتحمل مسئوليتها، هل هو الاتحاد الذي إلى حد الآن لم يتسلم الصالة الخاصة به؟! أم إنها الأندية، التي تسمع وترى حال المنتخب، ولا تبادر حتى بتوفير صالتها للمنتخب ولو ليومين في الأسبوع في ظل عدم جهوزية صالة أم الحصم؟! وجاءت البطولة العربية التي سينظمها اتحاد الطائرة وحاجته للصالة إلى إلغاء الثلاثة أو الأربعة أيام المخصصة لاتحاد اليد، إلى أن وجد لاعبو المنتخب يتدربون على الملاعب الرملية للنادي البحري!
وأنا متأكد تماما بأن الأندية التي تمتلك الصالات الرياضية المغطاة في أمسّ الحاجة إليها لتدريبات فرقها في مختلف الألعاب، ولكننا دائما ما نقول إن مصلحة الوطن أولى وأهم، فالمنتخب وسط ظروفه غير الصحية الحالية بحاجة إلى من يقف معه ويعينه، فلماذا لا تبادر الأندية بوضع صالتها تحت تصرف الاتحاد ولو ليوم واحد في الأسبوع، فيوم في صالة المحرق، ويوم في صالة النادي الأهلي، ويوم في صالة النجمة ويوم في صالة مركز كرزكان، ويوم في صالة باربار على أقل تقدير، وفي أسوء الحالات سيكون المنتخب تدرب 5 أيام في الأسبوع، بالإضافة إلى يوم في صالة الحديد التي ملّ منها لاعبو المنتخب، وتنتهي المشكلة، وذلك حتى لا نسمع ونرى أن منتخب اليد يتدرب في (مواقف الريجنسي)!
وفي شأن آخر، أرى بأن السماح لثلاثة من لاعبي منتخبنا الوطني بالالتحاق بالأندية السعودية في هذا الوقت قرار غير موفق مهما كانت الأسباب والمسببات، فاللاعبون فرغوا لتدريبات المنتخب والدوري أُجّل لعيون المنتخب، وبدلا من السماح للاعبين بالذهاب إلى هناك، كان يجب على الاتحاد أن يوفر لهم التعويض المناسب، وإذا كان الاتحاد لا يملك تعويضهم فهذا كلام آخر؟! فهؤلاء اللاعبون الثلاثة تعاقدت معه الأندية السعودية من أجل معونتها في الأسابيع الثلاثة المتبقية على القسم الأول وتصنيف الفرق، وتسعى إلى الحصول على مقعد مع الستة الكبار، ومن ثم فإن المنافسة ستكون حامية الوطيس هناك والاحتكاكات العنيفة واردة، فماذا لو أصيب لاعب (لا سمح الله) هناك؟! من الخاسر غير المنتخب؟! وبالإضافة إلى ذلك فإن تنقل اللاعبين بين البحرين والسعودية في هذا الوقت سيشتت تفكيرهم بين هنا وهناك، في الوقت الذي من المفترض فيه أن يكون تركيز اللاعبين فيه 100 في المئة لصالح المنتخب؟! واللاعبون الثلاثة وقعوا عقودا مع الأندية السعودية لشهر كامل، وآخر مباراة تلعبها الأندية هناك يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني وفي 23 نوفمبر يغادر المنتخب إلى معسكر في الإمارات، فماذا لو أجلت تلك المباريات لأي سبب من الأسباب؟! أين سنجد لاعبينا في السعودية أم في الإمارات؟! وأنا في الواقع لا ألوم اللاعبين الثلاثة، فهم لا يعملون وبُحت أصواتهم وهم يطالبون بوظائف حكومية، وهم من خدموا المنتخب، و500 دينار لـ 60 دقيقة تغري!
وبذلك يمكننا القول إن ظروف المنتخب منذ إعلان قائمة المنتخب غير مثالية، وهذه الأجواء مضافا إليها قضية خيانة الوطن التي فاحت قبل شهرين من الآن ومازال بخارها يتصاعد يوما بعد يوم، تجعل مدرب المنتخب ولاعبي المنتخب خارج دائرة التركيز المثالي، ويحسب لاتحاد اليد سعيه لإيجاد معسكر خارجي للمنتخب الوطني قبل الآسياد بأسبوع على الأقل، لإبعاد المنتخب عن هذه الأجواء المتعكرة وانتشاله من أزمة الصالات، ومن ثم فأنا أقول إن المنتخب الوطني لن يجد صعوبة في بلوغ دور الثمانية، ولكن إذا ما وصل إلى دور الأربعة وسط هذه الظروف غير المثالية، فإن ذلك بمثابة الإنجاز المشرف الذي يستحق الإشادة والتبجيل والتصفيق والتهليل، وإذا كنت شخصيا أعول على شيء في الآسياد لتحقيق إنجاز فإنني أعول على أصالة أبناء البحرين (وهم اللاعبون) في التغلب على كل الظروف غير الإيجابية التي واجهتهم في التحضير للآسياد بلعبهم وإخلاصهم، لرفع اسم البحرين عاليا في المحافل القارية والدولية، ولا أنسى كذلك مجهودات المدرب الوطني نبيل طه في قيادة كوكبة النجوم
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 1526 - الخميس 09 نوفمبر 2006م الموافق 17 شوال 1427هـ