يبدو المشهد الانتخابي في الدائرة التاسعة في المحافظة الشمالية (الهملة، دمستان، كرزكان، المالكية، صدد، دار كليب، شهركان، الصافرية والزلاق) ساخناً، وسط توقعات بمزيد من السخونة في ظل عودة المنسحب جاسم عبدالعال إلى حلبة السباق الانتخابي بعد أن تلقى الكثير من الاتصالات من الأهالي التي اثنته عن قرار الانسحاب الذي جاء بـ «رغبة شخصية مع توافق علمائي»، وقال بعدها: «سأعود إلى الانتخابات من أجل البحرين». كما شهدت تلك الفترة إعلان المترشح المنافس على كرسي هذه الدائرة التي تضم أكثر من 12 ألف ناخب علي خميس الفردان الانسحاب من الانتخابات لصالح مرشح الوفاق في الدائرة، وعزا الفردان قراره إلى «المصلحة العامة»، وكانت الأنباء تتردد حينها أن المرشح الوفاقي يتجه للفوز بالتزكية في هذه الدائرة وسط تحركات كانت قوى في المعارضة تنوي القيام بها لثني عبدالحسين آل ضيف عن قرار الترشح دعماً لمرشح «الوفاق». ووسط ذلك، أكد مرشح جمعية الوفاق الوطني الإسلامية عن الدائرة التاسعة في المحافظة الشمالية للانتخابات النيابية الشيخ حسن سلطان أن «الوضع الانتخابي في الدائرة مستقر»، نافياً صحة ما يروج بأن هناك رفضاً لرجال الدين، وقال سلطان: «لا يوجد انقلاب على علماء الدين في الدائرة، التوجهات العامة للأهالي تنحو باتجاه الالتزام بخط العلماء بغض النظر عن العملية الانتخابية». وفي تعليق له على عودة عبدالعال من جديد إلى الانتخابات، علق سلطان قائلاً: «الدائرة وفاقية بامتياز مع احترامنا لجميع المتنافسين في الدائرة». وبخصوص ما يثار بأن هناك مضايقات يتعرض لها المترشحون في الدائرة، قال سلطان: «أي مضايقة لأي مترشح مرفوضة، وعلى الجميع أن يلتزم بأخلاقيات وقيم الدين الإسلامي والحفاظ على النسيج الاجتماعي، ويترك للناخبين حرية الاختيار من دون الحاجة إلى مضايقات، طوال العملية الانتخابية لم نسمع عن وجود مضايقات».
انتقد المترشح عن الدائرة التاسعة في المحافظة الشمالية جاسم عبدالعال ما يثار في الدائرة من خلال استغلال العلماء للترويج لأحد المترشحين، وقال: «جميعنا وفاقيون، والوفاق ليست بالعضوية ولكن بالمواقف، ولا جدال في هذا الموضوع، ونحن جزء من الوفاق حتى لو لم نكن مسجلين فيها، والناس سنتنخب بحريتها المترشح الأكفاء». وفيما نفى عبدالعال وجود ضغوط من العلماء لثنيه عن قرار الترشح، أكد وجود بعض الأفراد في الدائرة ممن يتسببون في المضايقات، كما أنهم يستغلون المجلس العلمائي من أجل الترويج لمترشحين معينين، وذلك في مسعى لتقييد بعض الناخبين، وهم لا يمثلون رأي المجلس العلمائي ولا يوجد لديهم أي تخويل لذلك، على حد قوله. وتحدث عبدالعال عن شعارات تعلق في شوارع الدائرة لدعم مترشحين معينين، لافتاً إلى أن هذا الأمر يخلق حساسية في المنطقة، وشدد على ضرورة عدم تخريب الديمقراطية بتهميش خيارات الناس، وأكد أهمية التسامح في المنافسة الانتخابية. واستبعد عبدالعال أن يكون لديه أي تخوف من التحشيد لصالح منافسه الوفاقي سلطان، وأوضح قائلاً «من حق الوفاق التحشيد لصالح مرشحها، وأنا لا أخاف من تحشيد الوفاق ضدي في الدائرة، ولكن لا أرضى أن العلماء الموجودين في الدائرة يكونوا طرفاً في الترويج لبعض المترشحين». وتعهد عبدالعال أن يكون عضواً في الكتلة الموحدة التي ستكون تحت القبة البرلمانية التي تضم الوفاق، وأوضح «بحكم انتمائي إلى الخط العلمائي لن أكون بعيداً عن هذا الخط تحت قبة البرلمان».
وعن حظوظه في الدائرة، بين عبدالعال «حظوظي قوية ولدي قبول في الدائرة وصناديق الاقتراع هي التي ستحكم في حال ما إذا تركت الخيارات للناخبين ولقناعتهم الشخصية»، وتابع قائلاً: «لا توجد فروقات بين مرشح وآخر في الدائرة لأن الجميع لديهم نفس التوجهات والمواقف والأهداف، ولكن الفروقات تكمن في الكفاءات»، وتوقع أن تحسم المنافسة على مقعد الدائرة من الجولة الأولى. وأضاف «لست مهتماً بالوظيفة كنائب في البرلمان، وعودتي إلى المنافسة كان من أجل الناس، الفوز والخسارة سيان لدي، بالنسبة لي في حال الفوز فإن ذلك سيكون فوز للناس ولكنها خسارة لي، والعكس صحيح». ورأى عبدالعال أن «خروج المترشح علي خميس الفردان من السباق الانتخابي يعد خسارة، إذ كانت له مواقف ودور كبير في المجتمع ولديه خبرة وهو شخص كفاءة، وكنت أتمنى أن يكون موجود في الانتخابات، لأن المنافسة تثري الجو الديمقراطي في البحرين»
العدد 1526 - الخميس 09 نوفمبر 2006م الموافق 17 شوال 1427هـ