في بيت حانون، ما إن تبدأ أشجار الزيتون في الإثمار حتى تأتي جرافات الاحتلال لتقتلعها مرة أخرى - من دون حراك - لتصبح المدينة جرداء كالعصف المأكول بعد أن كانت واحدة من أهم السلال الغذائية لقطاع غزة. ولكن حين يكون الدفاع عن الوطن هو الهدف لا فرق بين رجل وامرأة. درس جديد تقدمه نساء بيت حانون في المقاومة، ليكون ملهما للباحثات عن المساواة، وللغافلين عن دور المرأة في المجتمع.
كان المشهد واقعيا، 2000 سيدة يخرجن في مظاهرة مطالبات بفك الحصار عن بلدتهن. يمارس الاحتلال دوره المعتاد بإطلاق النيران على المتظاهرات. تسقط شهيدتان وعدد من المصابات. تتطوع مجموعة لنقلهن إلى سيارة الإسعاف. تحاصر الباقيات حصار الاحتلال لمسجد النصر الذي كان يختبئ بداخله عشرات المقاومين، تنجح المهمة.. وينفك حصار الشجعان.
«معركة أهل الجنة» بمدينة بيت حانون كانت بين نحو 70 مقاوما حوصروا بالمسجد والكثير من الجنود والدبابات الإسرائيلية... وبعد ساعات طويلة من الحصار انتهت لصالح رجال المقاومة بمساهمة مئات السيدات اللاتي توجهن نحو المسجد - الذي تحصن به المجاهدون الفلسطينيون - في مجموعات للمخاطرة «بأرواحهن لتحرير أولادهن».
القناعة العربية حاليا تؤمن بأن كل شيء بات يتحجر فينا نحن العرب، الدموع في عيوننا والأفكار في رؤوسنا والكلمات في أقلامنا... فهل ملحمة نساء فلسطين اليوم، وخصوصا بيت حانون تلك ستغير من قناعاتنا... وستحرك همتنا وعزيمتنا، وإيقاظ الهمة والحمية في شباب الأمة؟ أما المعنيون بأوضاعنا في الشرق الأوسط: فهم غارقون نائمون وفي سبيل الكراسي والكروش يجاهدون. فبينما الذبح والتقتيل في الشعب الفلسطيني ونسائه، تجد على الناحية الأخرى صمتاً عربياً مطبقاً. فمتى سيشعرون بما آلت إليه أمتنا؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1525 - الأربعاء 08 نوفمبر 2006م الموافق 16 شوال 1427هـ