التفاؤل من الأمور الجميلة التي تساعد الإنسان في التغلب على الكثير من صعوبات الحياة، ولو لا التفاؤل أو الحلم لمات الفقير كما يقول المثل، والتفاؤل من أبرز سمات الإنسان الطموح الناجح الذي يستطيع أن يتعاطى مع ما يدور من حوله ويحوله لصالحه لتحقيق طموحه ونجاحاته سواء في مجاله المهني أو في حياته العامة.
وهناك حدود يضعها المتفائل الناجح لكل مرحلة من مراحل حياته، ويسعى إلى تحقيق آماله خطوة بخطوة حتى يصل إلى القمة التي يسعى إليها، يعمل على تنفيذ الخطوة الأولى ومن ثم يفكر بالأخرى وهكذا حتى يصل إلى ما يريد.
التفاؤل عندما يقترن بالعمل تكون النتيجة قمة النجاح، وعندما يكون مقترنا بالنوم في العسل فسيكون المصير مكانك راوح، وهذا هو حال رياضتنا التي دخلت الألفية الثانية وهي مازالت تعيش في عصر السبعينات من القرن الماضي.
ولن نتحدث كثيرا عن البنية التحتية الضعيفة للرياضة، ولكن سنتحدث عن دوري كأس خليفة بن سلمان الذي انطلقت منافساته وسط ترقب وتأمل أن يكون هذا الموسم أفضل من سابقه، وخصوصا بعد حصول الاتحاد على شركة راعية للدوري، وبعد منافسات الأسبوع الأول تأكد لنا أنه «لا جديد عند يزيد».
حتى رئيس الإتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم أفرط في التفاؤل والثقة قليلا عندما صرح لإحدى الصحف المحلية بأن دوري كأس خليفة بن سلمان سيكون نقلة نوعية للمسابقات المحلية في هذا الموسم.
أين هي النقلة النوعية؟ وكما يقال بدايتها كفر، فالمستوى لم يتغير، والحضور الجماهيري منعدم، والتلفزيون مازال كالماضي لم تتغير برامجه الخاصة بالدوري، ولم نجد أي وجود أو لمسة للشركة الراعية للدوري، إذ لا يوجد حتى إعلان واحد في الملعب، وهذا دليل على ضعف الناحية التسويقية للدوري، والأهم تفاؤل رئيس الاتحاد الكبير، وهو يعلم بأن هذا الموسم سيكون من أصعب المواسم على الاتحاد وخصوصا من ناحية عدم توافر المنشآت التي هددت بعض مسابقاته بالإلغاء تارة وبالتأجيل تارة أخرى، إذاً يجب أن نكون واقعيين أكثر، ويجب أن نؤمن بأن ما بني على أساس ضعيف سيظل ضعيفا وستقهره عوامل الزمن بسهولة، ويجب على الاتحاد برجاله المخلصين أن يضعوا الخطط القوية لتقوية المسابقات المحلية، بدءا بمسابقات الفئات ووضع الحلول الجذرية للتطوير وليس الحلول الترقيعية التي ينتهي مفعولها سريعا، ويجب أن تشكل لجنة من خبراء كرة القدم في البحرين، ولا بأس في الاستعانة بالأجنبي إذا لزم ذلك، فالكل بدأ يزحف نحو المقدمة ما عدا نحن نسير إلى الخلف، فهل نحن أقل شأناً منهم؟ وهل ينقصنا وجود الرجال القادرين على تحمل المسئولية ومحاولة مجاراة الآخرين؟ أنا لا أعتقد ذلك، فمملكتنا زاخرة بالرجال القادرين على العطاء والتضحية من أجل رُقيّ هذا الوطن، وتبقى المشكلة الأزلية غياب التخطيط، لأن الذين هم في موقع المسئولية دائما يتحدثون أكثر مما يعملون، فلذلك نحن لم نتعد مكاننا بينما سبَقَنا غيرُنا.
النجيل والشواطئ
قلوبنا ستظل مع منتخبنا الشاطئي، الذي سيخوض مساء اليوم مباراة تاريخية أمام نظيره البرتغالي في ربع نهائي بطولة العالم لكرة القدم الشاطئية، ونأمل من منتخبنا أن يواصل تألقه ويزيد بريقه على شواطئ موطن السامبا، وأن يعزف سيمفونية بحرينية لا تقل روعة عن السامبا ويعبر للدور قبل النهائي بإذن الله.
وسنترقب اللقاء الحاسم للأحمر الكبير مع شقيقه الكويتي في موقعة الحسم من أجل التأهل لنهائيات كأس آسيا، ونتمنى أن يضع منتخبنا حداً لكسر خواطر محبيه الذين يعز عليهم الحال التي وصل إليها منتخبنا، فهل يفيق الأحمر من كبوته ويعيد لنا بسمة التفاؤل من جديد، أم يبقى قدرنا أن نبقى مع الصغار وننسى آسيا الصين 2004؟
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1525 - الأربعاء 08 نوفمبر 2006م الموافق 16 شوال 1427هـ