العدد 1525 - الأربعاء 08 نوفمبر 2006م الموافق 16 شوال 1427هـ

أكثر من تصويت

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

العملية الانتخابية تتركز على الإدلاء بالصوت في صندوق الاقتراع، ولكنها تحمل مدلولات متعددة وآثارا تتعدى الصندوق. فقد فاز الحزب الديمقراطي أمس بأكثرية مجلس النواب الاميركي، والانتخابات لاعلاقة لها بالرئاسة أو بالوزارة، ولكن التصويت في منتصف الفترة الرئاسية وضمن الظروف القائمة اعتبر استفتاء على أداء الرئيس الاميركي جورج بوش في العراق، وعليه استقال وزير دفاعه المخضرم دونالد رامسفيلد مباشرة.

التصويت يتعدى في أثره الجانب القانوني (النصوص) ويفرض واقعاً مختلفاً على قضايا متعددة تحيط بالأجواء السياسية والاجتماعية والاقتصادية. فبحسب النصوص القانونية الاميركية، فإن الانتخابات النصفية ليست لها علاقة بالرئاسة أو الوزارة، ولكن رفض الناخب الاميركي لسيطرة الجمهوريين على نوابهم أعطى مؤشراً لسبب خارج إطار الصندوق الانتخابي لهذه الفترة، وكان على بوش أن يعرف الرسالة، وهناك رؤوس أخرى ستقع، من بينها سفير اميركا في الأمم المتحدة جون بولتون. الامر ذاته ينطبق علينا في البحرين... فبحسب نصوص الدستور ونصوص القوانين الحالية فإن العملية السياسية إطارها ضيق جيد، وماتقوله أوساط المعارضة صحيح من ناحية الصلاحيات المنتقصة. ولكن يغيب عن البال أحياناً أن العملية السياسية لاتخضع للنصوص فقط، وانما تفرض ممارساتها أجواء خاصة تؤدي الى نتائج في هذا الاتجاه أو ذاك.

وعليه، فإن كثيراً من الناس ربما يتوجه الى الانتخابات للتعبير عن رفضه لما حدث في مجلس النواب السابق، وسينجح شخصاً آخر كنوع من العقاب لأداء هذا الشخص أو ذاك ممن وعدوا ولكنهم نسوا الشعب أثناء ممارستهم العمل النيابي وانكفأوا في غرف مغلقة وتعاملوا مع القضايا بحسب معادلات وحسابات لاتتناسب ومايتوقعه الناس منهم.

الحملات الانتخابية الحالية بحد ذاتها فرضت جواً من الديناميكية التي لم تشهدها البحرين من قبل، بل إن سكان بعض المناطق يسمح لهم لأول مرة بالاجتماع في مكان عام للاستماع الى خطاب سياسي غير مألوف بالنسبة إليهم. من الصحيح أن هناك المزايدات والادعات، والبعض قد ينسب لنفسهم ولجماعته الكثير، أو أنه سيعد بالكثير، ولكن هذه «البهارات» تعتبر أمراً طبيعياً في أجواء الاستعدادات للتصويت. فالناس في نهاية الأمر سيكتشفون أداء الافراد والكتل، وتفاعل النواب مع مختلف القضايا سيفرض واقعاً خارج نصوص الدستور وخارج نصوص القوانين، وأملنا في ان نسعى جميعاً من أجل بحرين حيوية، وآمنة ومتحاورة وقابلة لبعضها بعضاً ومتعاطية بروح ناقدة ولكنها ايجابية تخدم الناس الذين صوتوا وأنجحوا العملية الانتخابية

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1525 - الأربعاء 08 نوفمبر 2006م الموافق 16 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً