العدد 1524 - الثلثاء 07 نوفمبر 2006م الموافق 15 شوال 1427هـ

بوفيه الانتخابات

علي محمد جبر المسلم comments [at] alwasatnews.com

بالأمس، وفي إحدى الخيم الانتخابية همس إليّ أحد المستفيدين من المعونات الاجتماعية، وقال (يخاطبني بصفتي رئيساً لصندوق الزكاة): لماذا كل هذه الجمعيات والصناديق الخيرية في البلاد؟ إنها لبعثرة للزكوات والمساهمات الخيرية، وتذويب لقيمتها بين كل هذه الأعداد الكبيرة من المراكز الخيرية، وأضاف: ولعلمك فإن كل ما تقدمه تلك الجمعيات والصناديق للمستفيدين ليس فيه كرم ولا كرامة، كما أنه لا يغني ولا يسمن من جوع، إنما هو «مرمطة» للفقراء والمساكين والمحتاجين والغارمين، ويكرس منهجية تكسوها رائحة الطائفية النتنة، وقال إن أجواء الانتخابات النيابية والبلدية لهي أكثر كرماً وكرامة وصفاء وتخلق حراكاً سياسياً وثقافة اجتماعية عامة رابطة بين جميع طوائف المجتمع. وأضاف مازحاً: لماذا لا تغلق المملكة جميع الجمعيات والصناديق الخيرية التي تشجع الاصطفاف الطائفي وتشق الصف، وبدلاً من ذلك تعمل على تنظيم عملية الانتخابات البلدية والنيابية وتضيف إليها انتخاب أعضاء مجلس الشورى؟ ثم قال: فبحسبة بسيطة إذا كان هناك أكثر من 300 مترشح لتلك المناصب، وكل مترشح يقدم وجبة بوفيه كل أسبوع فإن هناك 1200 وجبة خلال فترة الدعاية الانتخابية. لذلك ولتحاشي هذا القدر الكبير من الهدر فما على الدولة إلا أن تجعل كل مجال انتخابي على وحدة في سنوات متعاقبة، وعليه سوف لن تكون هناك احتقانات وضغوط على المؤسسات الإعلانية والرخص البلدية والمطابع ومواقع الخيم ومواقف المنتخبين، بل ستتوزع كل الجهود على فترات مريحة لكل المترشحين والناخبين وإدارات الدولة، كما أن هذه الطريقة ستحفظ للمستفيدين من الفقراء والمساكين أعلى درجات الكرامة والاهتمام والاحترام من المترشحين، وتطلق للناخبين كل الخيار فيما يريدون ويحتاجون، فبدل الحصول على المكيفات والثلاجات في فصل الصيف فقط سيحصل كذلك من المترشحين الآخرين على سخانات ودفايات الشتاء أو أثاث للبيت، علاوة على المؤن الغذائية، كما أن بوفيهات الأكل الليلية ستتنوع وتتوزع في شكل دعوة مفتوحة في كل المحافظات والدوائر الانتخابية بشكل تحفظ للفقير أكبر قدر من الكرامة والراحة النفسية، فبدل الركض وراء الجمعيات والصناديق الخيرية طلباً للحاجة سيركض المترشح وراء الناخب ليحقق له مطالبه! وهكذا ستزدهر كرامة كل شخص وتندحر الطائفية وتسد أبواب استغلال حاجة الفقير في أمور ما أمر الله بها من شيء.

وختم حديثه قائلاً: إن كانت بعض الصناديق الخيرية لا ترى أية لعنة في استغلال أموال الزكوات والصدقات فبكل تأكيد لا لعنة على المترشحين الآخرين في توزيع أموالهم في الثوب الديمقراطي الجديد، فكلها من أجل منصب دنيوي. وانفض اللقاء.

ونحن نهمهم، نسألك اللهم اللطف بنا. ولعن الله الراشي والمرتشي

إقرأ أيضا لـ "علي محمد جبر المسلم"

العدد 1524 - الثلثاء 07 نوفمبر 2006م الموافق 15 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً