العدد 1524 - الثلثاء 07 نوفمبر 2006م الموافق 15 شوال 1427هـ

مبروك الترقية!

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

ربما هذه صرعة من صرعات إدارة الشركات وتضبيط حوافز الموظفين, فهي «موضة» جديدة مبتكرة من قبل دوائر الموارد البشرية في البلد. هل تعلم عما نتحدث؟ نتحدث عن لغز من ألغاز العبقرية السائدة في بعض الشركات, والتي عادة ما تنقلب رأساً على عقب بسبب ذكائها الحاد الذي لا يفهمه الاقتصاديون, لا يفهمه أحد. واللغز هو الترقية من دون الترقية, أي, أن يحظى الشخص رتبة أعلى أو منصباً أهم من دون زيادة في المرتب!

وعادة ما تصيب تلك الظاهرة الغريبة الموظفين البحرينيين ذوي سنوات الخدمة الطويلة. ويكون الموظف مقعداً في الشركة, محتضنها لبقية حياته. وهذا وضع الكثيرين في المصارف وغيرها من الشركات. فينتظر اليوم الذي يجد فيه الموظف تقديراً لخدماته, ويأتي هذا اليوم, لكنه مخيب لآماله.

يفتح الظرف ويجد أنه أصبح مديراً (ما أحلى هذا!) لكن في الوقت نفسه أصبح مديراً رخيصاً, فلم يحصل على زيادة فلس واحد في معاشه. هل هذه نكتة؟ سخرية ما؟ فهذه أسئلة تدور في ذهن الموظف وهو يلقي نظرة على تلك الرسالة التي تحاول أن تستعبطه بدلاً من تكريم خدمته الطويلة وأدائه في العمل. على الأقل يمكنك طلب بطاقات جديدة فيها كلمة مدير لتوزيعها على معارفك, (يقول أحد المتطفلين وهو يربت على كتف الموظف).

كما يعلم الاقتصاديون ومعظم الناس؛ الاقتصاد, الأعمال, حتى أمور الحياة, كلها تدور حول الحوافز الموجودة. فإنك تعمل بجد وجدارة لتكسب أموالاً أكثر, بالضبط كما أنت لا تقف مخالفاً للمرور حتى لا تدفع مخالفة. في كلا الأمرين لديك حافز: كسب المال في الحالة الأولى, وعدم خسارة المال في الثانية. فالحوافز هي ضوابط اقتصادية - اجتماعية رئيسية.

فإذاً السؤال هو, أين الحافز عندما تكون الترقية مجرد مسئولية أكبر (مسئولية مدير مثلاً), بطاقات جديدة, وراتب مساعد مدير فقط؟ غير موجود. فإدارة الشركة قد ترى بأن الموظف مدين لها أكثر ما هي مدينة له, أم في شيء من العبقرية المذكورة أعلاه, قد ترى بأن بامكانها خداع الموظف ووضع ابتسامة بلهاء على وجهه بتسميته «مديراً». لكن في الواقع, نقصان الحافز, أو الدافع للعمل مجدداً بكامل إخلاص يفتر, ولا يبقى سوى خيبة أمل في الموظف. وهذا طبعاً لا يؤثر فقط على الموظف, بل أيضاً على زملائه ممن يتوقعون التقدير من قبل الشركة.

في النهاية, المسئولية تقع على عاتق رئاسة الشركة في تطبيق سياسة الحوافز دوماً حتى يواصل الموظفون العمل بجد وإخلاص. أما إذا ماطلت الشركة في موضوع الحوافز التي تترجم إلى مردود مالي للموظفين, فهي تخدع نفسها أكثر مما تخدع الموظفين

العدد 1524 - الثلثاء 07 نوفمبر 2006م الموافق 15 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً