صورة غريبة كانت متوقعة تلك التي حظيت بها انطلاقة مسابقة دوري كأس خليفة بن سلمان لفرق الدرجة الأولى لكرة القدم، والتي انتهت فيها الجولة الأولى يوم أمس، وخصوصا مع الحضور الجماهيري الضعيف والمتوقع مع الاستعداد غير المثالي للجنة المسابقات بالاتحاد لهذه الانطلاقة.

ولعلّ الاستبيان الذي قام به «الوسط الرياضي» في بحر أول أيام الدوري المحلي، كان بمثابة الإنذار المسبق، هذه الانطلاقة كسرت وستكسر ظهر الدوري الميت أصلا، إذ طالب جميع المتابعين بضرورة أن يتجه الاتحاد إلى تصحيح هذه النقطة التي لن تفيد الدوري بل ستضره، وما الحضور الجماهيري الضعيف، على رغم عدم وجود التذاكر، إلاّ مؤشر مسبق على أن الدوري سيكون سابقة في سوابق الدوريات في المواسم الماضية، نظرا إلى أن الجماهير هي الفاكهة التي تحلّي وتجمّل مباريات الدوري.

إن الحضور الضعيف في الأسبوع الأول، كما قلنا مع عدم وجود التذاكر أصلا، دليل واضح على أن إضرابًا عن الحضور سيعمّ مباريات الدوري في حال بدأت الشركة الراعية بطرح التذاكر، وخصوصا مع السعر الكبير للتذكرة والمقدر بدينار واحد، فكيف يا ترى سيكون الحضور في الأسابيع المقبلة؟ وهل يا ترى سيكون الاتحاد بحاجة إلى ملاعب ذات مدرجات كبيرة تسع العدد الصغير والمتفرق من الجماهير، بعد أن ينشغل ملعب الاستاد الوطني في أية مناسبة، ومن ثم بالإمكان إقامة المباريات على الملاعب الخارجية ذات المدرجات القليلة مع وجود التذاكر.

نقطة ثانية، هل يا ترى عمل الاتحاد أو سيعمل على إيجاد دراسة لمتابعة حضور الجماهير في مباريات الدوري، على أن لا تتعدى هذه الدراسة الأسابيع الأولى فقط، وخصوصا أن الدوري سيقام في ظرف 22 أسبوعا فقط، فكيف بصحيفة إيطالية متخصصة تقوم بعد الأسبوع العاشر من الدوري بإجراء دراسة على حضور مباريات دوري الدرجة الأولى «الكالتشيو»، لتؤكد أن الحضور في تنازل مخيف وصل لأدنى مستوياته بعد أربعين عاما من انطلاقة أقوى الدوريات الأوروبية، إذ اعتبرت صحيفة «لا ريبوبليكا» أن مستوى الحضور الجماهيري تراجع بمعدل 10 آلاف متفرج بعد 10 مراحل على انطلاق الموسم الكروي، وقد يكون النقل التلفزيوني وأسعار التذاكر خلف إحجام الجماهير عن حضور المباريات.

نحن لا ننكر أن الخطوة التي قام بها الاتحاد البحريني لكرة القدم وتفوق بها على اتحادي الطائرة واليد رائعة في الحصول على ممول للمسابقة الشعبية، التي تحتاج لذلك بالتعاقد مع شركة «ميتاف» لرعاية مسابقات الاتحاد للموسم الجاري، لكن كان ينبغي أن تكون الفكرة بأكملها مفهومة لدى لجنة المسابقات، وألا يُترك أمر الجماهير إلى الشركة الراعية، التي ربما تفيد من ناحية ولكنها قد تخطئ من ناحية، وخصوصا أنها ترعى لأول مرة إحدى مسابقات البلد، فالمشجع البحريني لن تغره الجوائز التي يقال عنها.

أكثر من مشجع متابع أكد لنا أن استمرار الاتحاد والشركة الراعية سيضر بلا شك بمستوى أداء مباريات الدوري، التي من دون حلاوة جماهيرية سيمسي ضعيفا تماما، وهذه رسالة توجهها الجماهير المسكينة إلى بقية الاتحادات الوطنية التي يهمها جمع الأموال على حساب المشجعين الضعفاء الذين سيبدأون إضرابا شاملا يشلّ الحركة الرياضية في البحرين، وحينها يتحتم على المسئولين التدخل من أجل إعادة الحيوية إلى المدرجات، وسيكون على الدوري السلام