في الوقت الذي تشغل فيه قضية إصدار حكم الإعدام شنقا على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين المجتمع الدولي، نجد هنا في البحرين الشارع مشغولا إلى أقصى حد بصخب الحملات الانتخابية، إلى طرق كيفية استقطاب أصوات الناخبين من مؤيد إلى متردد ومقاطع.
حتى وان الخيام الانتخابية المزدانة بالأضواء الملونة التي تحيطها لافتات المترشحين والمترشحات، بكثافة بدت وكأنها في عرس يومي لن ينتهي إلا بعد يوم الانتخابات المقرر في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
هذه الأجواء التي تعيشها البحرين تعبر بحق عن حيوية لم يألفها البحرينيون التي يبدو أنها ستتطور وتنضج مع حلول موسم الانتخابات في كل أربع سنوات. ورغم أن الانتخابات هي لعبة السياسة في الفوز والخسارة، ولعبة تحركها المصالح لكنها واقعا لعبة القوة والسلطة وحتى الشهرة، خصوصاً أن كان المترشح أو المترشحة يملك فريقا ومستشارين يعرفون كيف يحركون أدوات اللعبة الانتخابية، في ظل التحالفات التي تقوم بتوفير الدعم الكامل لحصد أكبر نسبة من الأصوات.
لذا من الضروري أن يكون إعطاء الصوت مبنيا على ما يمكن أن يقدمه المترشح أو المترشحة من برنامج انتخابي يلامس احتياجات ومطالب الناس، ولاسيما المعروفة منها والتي مازالت معرقلة من قبل الحكومة، أو غير نافذة بسبب كثرة الوعود أو الحلول غير شافية. فلا يمكن أن يهدر الناخب صوته رجلا أو امرأة، لمجرد التسييس أو التبعية، فالقضايا التي يتبناها من هو في موقع الترشيح قد تكون كثيرة، لكن لابد من التفريق من هو الوطني ومن هو الانتهازي، وهي ليست عملية صعبة على مجتمع البحرين الصغير الذي يعرف كل مواطن الآخر.
وبالطبع في هذه الفترة سيسعى الجميع لكشف الجانب الايجابي والمزايدة على قضايا شتى، لكن يكفى أن نرى مشاركة الوطنيين الذين لم تتبدل مواقفهم، أو تشترى نفوسهم بالمال في هذه الانتخابات، وهم الأجدر لتوصيلهم إلى قبة البرلمان لأنهم ببساطة لم يبحثوا في يوم من الأيام عن شهرة أو مال، بقدر اشتغالهم بضمير وبثقة بقضايا الشعب من دون استثناءات
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1523 - الإثنين 06 نوفمبر 2006م الموافق 14 شوال 1427هـ