العدد 1523 - الإثنين 06 نوفمبر 2006م الموافق 14 شوال 1427هـ

التحكم بأنباء العراق السيئة

تتناول الصحف الأميركية في خضم المعركة الانتخابية موضوع الحد من الحريات الذي بات من السمات البارزة للحكومة الأميركية التي يسيطرعليها الجمهوريون فقد بات القادم إلى الولايات المتحدة الأميركية عن طريق البر يعامل مثل معاملة القادم عبر الجو. ويتعرض للتفتيش نفسه الذي يجري على شحنات البضائع! أما الحريات الإعلامية فهناك حديث عن محاولات الكونغرس الأميركي وسط الانتخابات النصفية للتحكم بالأنباء السيئة الواردة من العراق حالياً وإعادة توجيهها. وهذا ما يجري أيضاً في وزارة الخارجية الأميركية التي باتت تتشدد بخلاف القانون في التدقيق في سير الناطقين باسمها وإذا كانوا من المعارضين لسياسة بوش وإدارته، قبل تكليفهم بمهمات رسمية.


عالم بوش الكاذب

وسخرت «نيويورك تايمز» من الرئيس بوش بسبب ولعه في اختلاق عالم وهمي يبتدع فيه قضايا وهمية ضد أعداء مصطنعين بعدما أخفق في التعامل مع العالم الحقيقي بسياساته وقراراته الخرقاء. ففي عالم بوش الكاذب، إن أميركا تحقق تقدماً ملموساً في العراق، في حين أن الأمر عكس ذلك تماماً. وفي عالم بوش يوجد صنفان من الأميركيين: فئة مع الإرهاب، وفئة ضده، فئة تريد النصر في العراق، وفئة لا تريد، أولئك الذين يحبون بلدهم وآخرين مشككون بقيادته. فشددت على أن بوش يغذي الانقسام بين الأميركيين، إذ يردّد انه في اليوم الذي يفوز فيه الديمقراطيون بالغالبية، ولو في مجلس واحد من مجلسي الكونغرس، فستخسر أميركا ويفوز الإرهابيون. وحذرت من ان لغة تقسيم الأميركيين تذكي الكراهية بينهم وتمزق وحدة الأمة التي يفترض أن بوش قائدها. وذكّرت أنها ليست المرة الأولى التي يلعب فيها بوش على أوتار الخوف والانقسام، فهو لم يفوت فرصة واحدة لاستغلال حوادث 11 سبتمبر الدموية لخدمة أجندته، بيد أن هيجانه الأخير يترك الأميركيين في شك مما إذا كان بوسع هذا الرئيس حقاً اتباع سياسة التعاون والتسوية خلال العامين المتبقيين له في منصبه.


المتحدثون باسم بوش

وكشف جوناثان لانداي في «واشنطن بوست» عن قيام مسئولين في الخارجية الأميركية بالبحث والاستقصاء عن أوضاع المتحدثين باسمها لانتقادهم إدارة بوش، قبيل اتخاذ القرار بشأن إرسالهم لمهام التحدث باسم الخارجية. ولفت إلى ان هذه الجهود تندرج ضمن مساعي الإدارة الأميركية للسيطرة على المعلومات، وإخفاء وجهات النظر المخالفة، وتعزيز التقويم الإيجابي لسياساتها في الخارج. وأشار إلى أن هذه الرقابة مخالفة لإرشادات برنامج المتحدث والأختصاصي الأميركي الذي ينتخب الخبراء لإلقاء المحاضرات والعمل كاستشاريين في الخارج أو عبر الفضائيات.


«البنتاغون» يوسع نطاق المعركة

وفي سياق متصل بتكثيف الرقابة والحد من الحريات لفت ديفيد كلاود وطوم شنكر في «نيويورك تايمز» إلى ان البنتاغون يوسع نطاق المعركة لتوجيه الأنباء الواردة من العراق، فوزارة الدفاع الأميركية تقوم حالياً بإعادة تنظيم عملية شئونها العامة في محاولة للتأثير على التغطية الإعلامية لحرب العراق وسط الإحباط المتزايد في البنتاغون بسبب مضمون ولهجة الأنباء الواردة من العراق. وأوضحا أن المكتب الموسع سيضم «وحدة استجابة سريعة» من شأنها الرد على التقارير الإخبارية الواردة، كما أنه يضاعف جهوده لترتيب ظهور المسئولين العسكريين في الأحاديث الإعلامية، وتجنيد وكلاء من غير موظفي البنتاغون للدفاع عن سياسات الدفاع الأميركية. ولفتا إلى أن هذه الجهود، التي يؤكد المتحدث باسم وزارة الدفاع أنها بهدف إظهار الحقيقة وسط الأنباء المتواردة عن العراق، أثارت ردود فعل متباينة لدى كبار مسئولي البنتاغون الذين رأوا أنها تعكس شعور الخيبة والإحباط المخيم بسبب التغظية الإعلامية لحرب العراق. وأوردا كلام مسئول بارز في البنتاغون عن ان الشغل الشاغل في الوزارة هو محاولة التحكم بالرسائل الواردة من العراق. هذه محاولة للتواصل مباشرة مع الشعب الأميركي من دون المرور بوسائل الإعلام التقليدية، في حين أبدى شكوكه إن كانت هذه المحاولات ممكنة.


نظام الاستهداف التقني المؤتمت

بينما كشف إلين ناكاشيما وسبنسر سو في «واشنطن بوست» ان الولايات المتحدة تعتزم التدقيق في كل من يدخل أو يغادر الولايات المتحدة الأميركية، وذلك عبر تنفيذ برنامج جديد لأمن الحدود لغربلة كل من يدخل أراضي الولايات المتحدة ويغادرها، وإنشاء ملفات «إرهابية» لكل فرد والإحتفاظ بها لعشرين عاماً. واعتبرا ان هذه الخطة الجديدة تسلط ضوءاً آخر على ممارسات الحكومة الأميركية التي باتت مثاراً للجدل بعد هجمات 11 سبتمبر في جمع البيانات عن المسافرين الأميركيين والأجانب.ولفتا إلى أن الجديد في الأمر هو إقدام وزارة الأمن القومي على تطبيق تقنية جديدة للتدقيق في كل شخص يدخل سيراً على الأقدام أو بوسائل النقل البرية (أي القادمين من كندا والمكسيك)، بالأسلوب نفسه والإجراءات التي تتبعها مع أولئك المسافرين جواً. وأضافا أن وزارة الأمن القومي تعتزم استخدام برنامج «نظام الإستهداف التقني المؤتمت»، الذي يستخدم عادة في تفتيش وفحص حمولات الشحن، لتخزين وتحليل البيانات عن المسافرين والقادمين إلى الولايات المتحدة

العدد 1523 - الإثنين 06 نوفمبر 2006م الموافق 14 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً