بدأ الأشخاص الذين يسعون إلى التعارف عبر الانترنت في اللجوء إلى صانعي الزيجات التقليديين أو ما يعرف باسم «الخاطبة» بعد إصابتهم بإحباط نتيجة كذب شركائهم المحتملين فيما يتعلق بالسن والوزن والوضع الاجتماعي.
وبدلاً من المغامرة عبر الانترنت يدفع رؤساء شركات ومغنيون وساسة من بين آخرين، آلاف الدولارات لصانعي الزيجات كي يبحثوا لهم بشكل متأنٍ عن شريك مناسب.
وقالت ماري بالفور وهي خبيرة تعارف: «في الأيام الخوالي كان لديك عائلتك الكبيرة أو في بعض المجتمعات كانت خاطبة تحاول العثور على شخص لك. والناس في هذه الأيام لديهم صانع زيجات شخصي بالطريقة نفسها التي يكون لهم مدرب شخصي».
وتراجع الخجل من المواعدة عن طريق الانترنت بعد أن أثارت مواقع التعارف عن طريق الانترنت صواعق براقة في عالم الرومانسية وأحدثت ثورة في الطريقة التي يعثر بها الإنسان على شريك حياته.
ويوجد الآن عدد كبير من مواقع الانترنت للراغبين في التعارف من الجادين أو المثليين أو اليهود أو المسيحيين أو المعوقين أو المليونيرات ولكن الإحصاءات تظهر أن عدداً كبيراً من هؤلاء الباحثين عن الحب عبر الانترنت يصابون بخيبة أمل.
وقالت مديرة مؤسسة بريمير ماتش كريستي نايتنجيل التي تتخذ من نيويورك مقرا لها: «عدد كبير من الناس كانت لهم تجارب سيئة مع الناس الذين لا يقدمون أنفسهم بشكل صحيح».
وقالت نايتنجيل: «إن 80 في المئة من زبائنها حاولوا التعارف عن طريق الانترنت قبل أن يلجأوا إليها بقصص فظيعة».
وذكرت مؤسسة جوبيتر للأبحاث أن صناعة المواعدة عبر الانترنت مربحة إذ حققت نحو 500 مليون دولار في الولايات المتحدة ونحو 160 مليون يورو (203 ملايين دولار) في أوروبا العام الماضي.
ووجد استطلاع أجراه في وقت سابق من العام الجاري مشروع بيو انترنت أند أميركان لايف، أن نحو 16 مليوناً أميركياً استخدموا موقعا للتعارف عبر الانترنت.
ولكن على رغم أن 52 في المئة قالوا إن «تجربتهم كانت ايجابية في الغالبية»، فإن 29 في المئة تحدثوا عن تجارب سلبية.
وقالت مديرة قطاع التمريض بلندن جوانا هاورث (36 عاماً): «إن نسبةً من الرجال الذين التقيتهم كانوا غريبي الأطوار جدا. لا اعتقد أن أياً منهم سفاح ولكن إذا التقيتهم في أي مكان آخر فلن أقترب منهم... بعضهم استخدم صورا التقطت له منذ ثلاث سنوات عندما كان أكثر رشاقةً. أحد الرجال قضى كل الوقت يتحدث عن زوجته السابقة. ومازال مغرماً بها جداً».
وقالت بالفور وهي تعرض ألبوما مليئا بدعوات الزفاف من زبائنها السابقين: «إن خدماتي للتزويج قفزت خلال العام الماضي بالنسبة إلى الزبائن المستعدين لأن يدفعوا ما يصل إلى ثمانية آلاف جنيه إسترليني (15 ألف دولار) على أمل الوصول إلى نهاية سعيدة».
وتوظف وكالتها فريقاً من النساء يقوم بمراجعة الحوادث الاجتماعية والتجارية بشكل دقيق بحثاً عن زيجات محتملة.
وتوزع نايتنجيل على زبائنها قائمة «افعل ولا تفعل» قبل أن يذهبوا إلى أية مواعدة مثل: «أغلق هاتفك المحمول ولا تتحدث عن شريكك السابق».
وينظم أيضا بعض من كبار صانعي الزيجات الأميركيين الذين يتقاضون ما يصل إلى 25 ألف دولار، عمليات تغيير السلوك والمظهر والتدريب على العلاقة لزبائنهم.
وقالت ليزا كلامبيت وهي شريك مؤسس لمعهد صناعة الزيجات الذي يتخذ من الولايات المتحدة والذي يتولى أيضا تدريب صانعي الزيجات: «يريدون في نيويورك أو لندن أو لوس أنجليس أو طوكيو حيث يوجد قدر أكبر من المال والسوق السكانية المتخصصة للعزاب في الثلاثينات والأربعينات من العمر، خدمة شاملة وشخصية».
وبعد إصابته بخيبة أمل من التعارف من خلال الانترنت والحرص على التركيز بشكل أكبر على العثور على شريك مثلما فعل في مشوار حياته، يشارك بيل كونلي وهو مصمم إنتاج في لوس أنجليس في ندوات عن العلاقات في وكالة كيوبيد كوتش التي ترأسها صانعة الزيجات جولي فيرمان.
وقال كونلي إن «لوس أنجليس محراب المظهر الخارجي. الجميع يجيدون إخفاء أنفسهم وراء كثير من النظارات والملابس الغالية الثمن والجراحات التجميلية».
وسلطت قضية أميركية في الآونة الأخيرة الضوء على الأخطار المحتملة للتعارف عن طريق الانترنت.
وفي أول حالة بالنسبة إلى صناعة المواعدة والعلاقات أعلنت مؤسسة ترو دوت كوم الأميركية لخدمات الانترنت انتصارا تاريخيا في قضية مدنية في أكتوبر/ تشرين الأول ضد شخص مدان بالإجرام ومسجل بأنه معتد جنسي من كاليفورنيا قام بتقديم نفسه بشكل خاطئ على الانترنت.
وقال كونلي: «كل الناس تقريبا يقدمون أنفسهم بشكل خاطئ في التعارف عن طريق الانترنت، إذ لا يمكن أن تعرف ما الذي تحصل عليه. وجدت نفسي أتجاذب أطراف الحوار مع شخص اتضح في نهاية الأمر انه يجلس في مقهى انترنت في نيجيريا وحاول الضغط علي للحصول على 300 دولار»
العدد 1523 - الإثنين 06 نوفمبر 2006م الموافق 14 شوال 1427هـ