انتهى الاجتماع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية في ساعة متأخرة من ليل أمس من دون التوصل إلى اتفاق بشأن إعلان حكومة فلسطينية جديدة. وكان متحدث باسم الحكومة الفلسطينية التي تقودها «حماس» أمس قال إن الحركة اختارت مرشحاً جديداً لتولي منصب رئيس الوزراء بمجرد التوصل إلى اتفاق بشأن حكومة الوحدة مع الرئيس محمود عباس. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية خلال اجتماع للحكومة فيما بدا أنه خطاب وداع: «إن فلسطين أكبر من الفلسطينيين جميعاً».
الأراضي المحتلة - أ ف ب، رويترز
أعلن مسئول فلسطيني أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس توجه أمس إلى غزة للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية في وقت سجل فيه انفراج في المحادثات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية،إذ قالت حماس إنها اختارت مرشحاً جديداً لتولي منصب رئيس الوزراء.أمنياً وسع الجيش الاسرائيلي العملية العسكرية المستمرة في بيت حانون بينما فجرت فلسطينية نفسها وسط حشد من الجنود الإسرائيليين فأصابت أحدهم بجروح طفيفة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن عباس التقى في غزة أمس هنية وقيادات فلسطينية أخرى. من جانبه، قال النائب مصطفى البرغوثي إنه بعد أن «سارت الأمور والحوارات بشكل إيجابي وبناء بخصوص التوصل لاتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، اتفقت مع كل من الرئيس عباس ورئيس الحكومة هنيه على عقد اجتماع بينهما بشكل عاجل للإعلان عن اتفاق تشكيل الحكومة الجديدة وتفاصيل هذا الاتفاق».
واعتبر البرغوثي أن هذا الاتفاق من شأنه «كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني».
وكان وزير الأسرى وصفي كبها وهو من حركة حماس قال في وقت سابق إن «هنية ابلغ أعضاء الحكومة خلال الجلسة التي تعقد اليوم (أمس) انه سيلتقي الرئيس عباس مساء اليوم (أمس) في غزة». وأضاف كبها «أن هدف اللقاء هو الإعلان عن اسم رئيس الوزراء الجديد المكلف بتشكيل الحكومة وعن الاتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية».
وكان متحدث باسم الحكومة الفلسطينية قال أمس إن الحركة اختارت مرشحاً لتولي منصب رئيس الوزراء بمجرد التوصل إلى اتفاق بشأن حكومة الوحدة مع عباس. ورفض المتحدث باسم حماس غازي حمد إعلان اسم المرشح المقترح ليحل محل رئيس الوزراء الحالي إسماعيل هنية في إطار اتفاق مع حركة فتح بزعامة عباس. وقال حمد «حدث توافق داخل حماس على الاسم الذي سيتم إبلاغه للرئيس في اجتماع بينه وبين رئيس الوزراء» مشيراً إلى أن الحركة تحتفظ بحق اختيار رئيس جديد للحكومة.
ولم يذكر حمد ما إذا كان مرشح حماس ينتمي إلى الحركة.
ميدانياً أفاد مصدر طبي فلسطيني أن تلميذاً فلسطينياً قتل وأصيب 11 فلسطينياً بجروح بينهم ثمانية تلاميذ ومعلمة أمس في غارتين جويتين نفذهما الطيران الإسرائيلي على شمال قطاع غزة. وقال الطبيب محمود العسلي « استشهد محمود الشرافي (17 عاماً) اثر إصابته بشظايا صاروخ أطلقته مروحية إسرائيلية أثناء توجه عدد من التلاميذ إلى مدارسهم في مدينة الشيخ زايد الإسكانية في شمال بلدة بيت لاهيا».
إلى ذلك استشهد ناشط فلسطيني وأصيب اثنان آخران في غارة جوية إسرائيلية جديدة على حي التفاح في شرق مدينة غزة. وقال الطبيب جمعة السقا «استشهد المواطن محمود طه (25 عاماً) وأصيب اثنان آخران في غارة جوية إسرائيلية جديدة على حي التفاح». وبمقتل هذا الناشط يرتفع إلى 55 عدد القتلى الفلسطينيين فيما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 220 في العملية العسكرية الواسعة النطاق المتواصلة في بيت حانون. وتوفي صباح الاثنين شاب فلسطيني متأثراً بجراح أصيب بها بنيران الجيش الإسرائيلي. وقال مصدر طبي في مستشفى الشفاء أن محمد احمد عاشور الكفارنة (19 عاماً) توفي «متأثراً بجراح أصيب بها الجمعة».
كما استشهد الناشط الفلسطيني علاء صيام وهو في العشرينات من عمره إثر إصابته برصاص وقذيفة مدفعية أطلقها جنود الاحتلال المتمركزون شمال منطقة السودانية.
على صعيد متصل أعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن فلسطينية تنتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي فجرت العبوة التي كانت تحملها أمس في بيت حانون ما أدى إلى إصابة جندي إسرائيلي بجروح طفيفة. وقالت المتحدثة أن «فلسطينية مريبة اقتربت من القوات التي كانت تقوم بعمليات في وسط بيت حانون فأمرها العسكريون بالتوقف وعندها فجرت العبوة الناسفة التي كانت تحملها». وكان شهود فلسطينيون أفادوا أن الفلسطينية فجرت نفسها حين قدم جنود لدهم منزلها. من جهتها نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس عن ناطقين عسكريين إسرائيليين قولهم إن الهجوم الحالي على بيت حانون قد يستمر يومين آخرين ولكنهم لم يعلنوا أن الجيش سيوقف هجماته على مناطق أخرى في القطاع.
وفي بريطانيا حث رئيس الوزراء طوني بلير «إسرائيل» والفلسطينيين أمس على الإفراج عن الأسرى والعودة إلى مفاوضات الحل القائم على دولتين، فيما وصف العنف في قطاع غزة بأنه «مأسوي»،في وقت دعت فيه روسيا «إسرائيل» إلى وقف هجومها على الأراضي الفلسطينية معربة عن «قلقها الشديد» من تواصل الهجوم.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس إن على «إسرائيل» «التي تدعي الديمقراطية» أن تصغي للأصوات التي يطلقها بعض الإسرائيليين مطالبين حكومتهم بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع سورية. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره النرويجي يوناس جار ستور: «نحن نقدر هذه الأصوات... وطالما أن الحكومة الإسرائيلية تدعي أنها حكومة ديمقراطية. فعليها أن تستجيب لهذه الأصوات وعندما تستجيب ستكون سورية جاهزة»
العدد 1523 - الإثنين 06 نوفمبر 2006م الموافق 14 شوال 1427هـ