العدد 1522 - الأحد 05 نوفمبر 2006م الموافق 13 شوال 1427هـ

الفلسطينيون يقطفون الزيتون تحت الحصار

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

لجأ الفلسطينيون إلى مصدر أمني غير متوقّع لحماية محصولهم لهذه السنة الذي يحتاجون إليه بشدّة، خوفاً من أن يقوم المستوطنون اليهود المتطرّفون بالسطو على الزيتون وسرقته. وغالباً ما يتطوّع الكثير من ناشطي الحزب اليساري الإسرائيلي، بمساعدة الفلسطينيين على قطاف الزيتون، مؤمنين بأنّ وجودهم يحول دون انفجار أشكال أسوأ من العنف التعصبي.

إن شجرة الزيتون هي أكثر ما يرمز إلى تمسّك الفلسطينيين بأرضهم في الضفة الغربية المحتلة. فترى امرأة في منتصف عمرها ترتدي فستاناً وردياً وغطاءً أبيضَ على رأسها، تحاول أن تطول الثمرة في حين تمرّ سيارة تنقل الجيوش من هناك.

إلى جانبها، كان أحمد يمين الذي أبدى ابتسامة عريضة وهو يقول: «الحمدلله، هذا ما يحصل»، في حين يبقي أكياس الزيتون المقطوف لتوّه في بلدته الفلسطينية، إذ يقوم المستوطنون اليهود باستمرار بتخريب حقول الزيتون.

ويضيف وهو واقف يشاهد مستوطنة «كدوميم» ببيوتها ذات السطوح الحمراء وحدائقها الملوّنة: «عادةً يكون هناك بين الـ 150 والـ 200 شخص يساعدوننا في البلدة، ولكنهم يخافون كثيراً من القدوم إلى هنا». فالمستوطنون يأتي بعضهم مصحوبين بالكلاب، ويقود بعضهم سيارته بتهوّر كبير لإخافة الفلسطينيين عندما يمرّون من هنا، ويقذفون الحجارة عليهم ويقومون بملاحقتهم.

بالإضافة إلى هذه المشكلات، تشهد كلٌّ من الضفة الغربية وقطاع غزة أسوأ أزمة اقتصادية منذ إنشاء السلطة الفلسطينية التي تواجه العقوبات التي يفرضها كلّ من الغرب و»إسرائيل» على الحكومة الإسلامية التي تقودها «حماس». ونتيجةً لذلك، فإن أكثر من 160 ألف موظف حكومي مدرجين على بيانات الرواتب الخاصة بالسلطة الفلسطينية، لم يتلقّوا رواتبهم منذ مارس/ آذار الماضي. ومن هنا، فإنهم لم يحصلوا على المال مدّة سبعة أشهر. أما المشكلة الرئيسية التي تواجهها البلدة، فهي ما إذا لم يسمح لهم الجيش والمستوطنون بالعودة إلى أراضيهم، أو إذا سرق المستوطنون الثمار.

سيتم الحصول على المال عبر تحويل الزيتون إلى زيت في معصرة الزيتون البالية في البلدة، التي تنتج نحو 15 ألف كيلوغرام من الزيت سنوياً. ولكنّ بعض المراقبين يرون تقدّماً ما، منذ إقرار المحكمة العليا في يونيو/ حزيران الماضي، بأنّ «إسرائيل»، كقوة محتلّة، تترتّب عليها مهمة حماية المواطنين المحليين وضمان استخدامهم أرضهم. ومع ذلك، فإن الجنود يكونون سيئين ومخيفين، إذ يهددونهم أحياناً بالقول: «إذا تقدّمتم خطوة إضافية فسنطلق النار عليكم وسنعاملكم كإرهابيين».

الجيش الإسرائيلي يدعي أنّه يتعاون مع الشرطة والإدارة المدنية لتأكيد أنّه بإمكان مزارعي الزيتون الفلسطينيين أن يقطفوا محاصيلهم من دون التعرّض لهم، لكن «لا يكمن الاختبار الفعلي في حصاد المحصول، وإنما فيما سيجري بعده»، كما يقول بعض ناشطي السلام الإسرائيليين، إذ يتوقعون حدوث «كارثة» في حال التزم الجيش بالسياسة الجديدة التي من شأنها استبعاد الناشطين الإسرائيليين من أماكن العمل، إذ ينظر الجيش إلى المتطوّعين الإسرائيليين على أنهم مثيرون للمشكلات والاستفزاز، علماً بأن مئات من المتطوّعين ساعدوا الفلسطينيين على قطف المحاصيل خلال السنوات الأربع الماضية.

جيني ماثيو

صحافية في وكالة الأنباء الفرنسية

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1522 - الأحد 05 نوفمبر 2006م الموافق 13 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً