النصيحة التي أدلى بها المرجع الأعلى آية الله السيدعلي السيستاني بخصوص المشاركة، استطاعت أن توقف ضجيجاً طرفاه عدد من المشاركين وعدد من المقاطعين للانتخابات المقبلة، وكاد هذا الضجيج المتوتر أن يعصف بوحدة فئة كبيرة من المواطنين ويفجر انشقاقاً كبيراً لا يخدم مشروعي المشاركة أو المقاطعة. كما أن إفصاح عدد من الرموز الدينية، من فريقي المشاركة والمقاطعة، عن أن نصيحة السيدالسيستاني واضحة بينة لا تحتمل التأويل والتحوير، كان له أثر كبير في نفوذ هذه النصيحة إلى جماهير الفريقين، الذين تعاملوا مع النصيحة بمسئولية تستحق الاحترام.

وعلى رغم أن دخول السيدالسيستاني على الخط ربما أيقظ بعض من يتحينون فرصة اللعب على وتر «الخارج»، فإن مرضى «هوس الخارج» سيعزفون على هذا اللحن سواء نصح السيدالسيستاني أم صمت، ولو لم تكن من نصيحة السيدالسيستاني إلا بناء وحدة الصف وتأليف القلوب، لكان ذلك سبباً كافياً للتعاطي مع هذه النصيحة باحترام بالغ، وهو الاحترام الذي تعامل به فريقا المشاركة والمقاطعة.

لعل أكثر ما يشد انتباه المراقب في جزء كبير من الساحة البحرينية أنها مهما احتد خلافها في وجهات النظر، ومهما توترت وسخنت، وبلغت أعلى مراتب التراشق وحتى التصادم، فإنها في النهاية يمكن لكلمة حكيمة أن تعيد لهذه الساحة نسيجها وأن تطفئ لهب توترها، ربما بكلمتين لا أكثر، وساحة تعيش هذه الروح لا يمكن الخوف عليها عندما تختلف