في الحياة الرياضية كما هي الحياة الخاصة فيها الصالح والطالح، وفيها الطيب والخبيث، وفيها الأبيض والأسود اللذان لايقبلان القسمة على اثنين.

ومن هذا المنطلق سميت هذا العمود (أبيض وأسود) حتى أبين الفارق في حياتنا الرياضية بين المفيد وغيره.

- أصاب رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية الشيخ عيسى بن راشد كبد الحقيقة وهو يتحدث لـ «الوسط الرياضي» عن أبرز وأهم القضايا التي يتمنى القارئ معرفتها، وخصوصاً موضوع التجنيس الرياضي الذي كان حديث الشارع الرياضي في المرحلة الماضية. وأكثر ما أسعدني أن وجهة نظر أبوعبدالله مطابقة لوجهة نظرنا التي سبق أن أعلنا عنها. فهو لا يجد غضاضة أو خطأً عند تجنيس الموهوبين المتميزين القادرين على تمثيل الرياضة البحرينية كأفضل ما يكون في جميع المحافل الرياضية، إلا أنه يرفض التجنيس الرياضي العشوائي الذي لا يخدم الرياضة ويكون وبالاً عليها. إذ اعترف بأن مستوى اللاعبين الذين تم تجنيسهم أقل من مستوى اللاعب البحريني، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على التخبط والتخطيط السيئ لأصحاب القرار، وهم الذين وافقوا على مثل هذا التجنيس الرخيص.

وحينما سألنا الشيخ عيسى وهو الذي عايش تطور الرياضة الخليجية عن أسباب تقهقر مستوى الرياضة البحرينية، بعد أن كانت منتخباتها وفرقها الرياضية في مقدمة الفرق الخليجية في كثير من الألعاب الجماعية والفردية، أصبحنا «نطبّل» ونفرح لحصولنا على المركز الثاني أو الثالث، قال إن السبب يرجع في المقام الأول إلى فارق الإمكانات، بالإضافة الى التخطيط السيئ، وضرب مثالا بالغ الدقة، إذ ذكر أن المسئولين في قطر الشقيق يجنّسون أبرز المواهب الرياضية. ففي قطر يتم تجنيس الموهبة الفذة الأورغوياني سباستيان سوري، ونحن في البحرين نجنس فتاي الذي سبق أن قدم في الدوري البحريني مستوى متواضعا، وأقل مستوى من اللاعبين البحرينيين الذين يلعبون في مركز خط وسط الملعب، وهو المركز الذي يلعب فيه بن سالمين الصغير وطلال يوسف ومحمد حبيل وآخرون.

ومن هذا المنطلق، فإننا نؤكد مرة أخرى أهمية تشكيل لجنة فنية عليا، يرأسها الشيخ عيسى بن راشد، وهو رجل القانون الخبير في مثل هذه الموضوعات، وذلك للبتّ في مثل هذه القضايا المهمة والحساسة التي تحتاج إلى خبرة ودراية، وحتى لا نتركها إلى الاجتهادات الشخصية التي تضرّ ولا تنفع