تلعب الإعلانات دوراً رئيسياً في إنجاح المترشحين، وفي بعض الأحيان يكون الإعلان هو السبب الرئيسي لنجاح هذا الفرد أو ذاك حتى لو كان هناك من هو أنسب منه من ناحية الكفاءة. ولذلك فإن الحكمة هي في موازنة الإعلانات مع البرامج الانتخابية، لكي يستطيع الناخب اختيار من سيمثله بصورة أفضل في مجلس النواب والمجالس البلدية.

وفي الوقت الذي ننشغل في البحرين بموضوع الانتخابات، ينشغل الأميركان (والعالم) بانتخابات مجلس النواب الاميركي وانتخابات ثلث مجلس الشيوخ الأميركي هذا الأسبوع. ففي أميركا تلعب الدعاية الانتخابية الدور الأساسي، ولذلك فإن الديمقراطية الأميركية «منقوصة» وتعتبر من أسوأ النماذج في الديمقراطية الغربية، إذ يتمكن الأشخاص من إعادة ترشيح أنفسهم فقط لأنهم يمتلكون الدعم المالي لإعلاناتهم ويحصلون على رضا الأوساط المتمكنة مادياً. والدعم في أميركا يتضمن ملايين الدولارات، وهو مرتبط بإقناع أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة والخضوع إلى متطلبات مجموعات الضغط (وأهمها اللوبي اليهودي) لكي يحصل المترشح على الدعم المالي لخوض الانتخابات. ولذلك، ترى كيف يتحول المترشح الأميركي إلى عبد لـ «إسرائيل»؛ لأن اللوبي اليهودي يعرف كيف يمارس لعبة المال والسياسة.

أما في بريطانيا فيلعب الحزب الدور الأساسي في إيصال المترشح، ولذلك يمكن لشخص فقير (مادياً) أن يصل إلى مجلس العموم أو رئاسة الوزراء مادام الحزب يقف خلفه، ذلك لأن الحزب يؤمّن الدعمين الإعلامي والإعلاني (بعكس أميركا التي يعتمد الأمر فيها على الفرد بصورة أساسية). الحزب في بريطانيا يطرح برنامجاً واضحاً ويقوم أتباع الحزب بشرحه للناخبين بكل الوسائل، من بينها طرق أبواب المنازل والتحدث إلى كل عائلة ومحاولة إقناعها بالتصويت لمترشح الحزب.

في البحرين نسعى إلى أن نطور أسلوبنا الخاص بنا، وهناك الكثير من المؤثرات... ونأمل في ألا يقلد البعض أسلوب الأميركان في تشغيل رؤوس الأموال لإيصال هذا الشخص أو ذاك لخدمة مجموعة محددة. وقد رأينا كيف يحاول البعض استغلال موارد الدولة واستغلال حملات إعلانية لم تكن مصممة للانتخابات لإيصال نفسه إلى مجلس النواب. إن هذا الأسلوب أسوأ حتى من الطريقة الأميركية؛ لأن في أميركا اللعبة مكشوفة، أما لدينا فإن البعض يحاول أن يلعبها تحت الطاولة، وبأساليب ملتوية وأن «يحلب» الأموال من هنا وهناك لإيصال نفسه إلى مجلس النواب