حسابات الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله خلال اللقاء الأخير الذي أجرته معه قناة «المنار»، ليست عاديةً، ولا محصورةً في الوطن الصغير (لبنان) بمقدار ما تضع الصورة اللبنانية في مشهد (الأمة) الواسع المفتوح على متغيرات معاكسة لما بدأته أميركا في أفغانستان والعراق قبل سنوات.
من الطبيعي أن يتحدث صاحب (النصر الإلهي) كمن له سلطان، ليس فقط بالنسبة إلى قراءة الحوادث والتطورات المحلية والإقليمية والدولية بل أيضا بالنسبة إلى التأثير فيها. لكن اللافت في الكلام بشأن «الهدف المباشر» في لبنان أن نصرالله يلعب الورقة على الوجهين. فمن جهة اتهام للفريق الحاكم بالرهان على مشروع (خطير) قبل الحرب الإسرائيلية وخلالها وبعدها قوامه جلب (قوات متعددة الجنسية بقرار من مجلس الأمن مستند إلى الفصل السابع، تعمل على سحب سلاح حزب الله) وهو عملياً (مشروع أميركي - إسرائيلي).
ومن جهة ثانية، دعوة هذا الفريق إلى حكومة وحدة وطنية تبقى له فيها الأكثرية ويكون لحزب الله وحلفائه (الثلث زائد واحدٍ) تحت عنوان (الثلث الضامن) الذي اسمه الحقيقي «الثلث المعطّل». ومن جهة أخرى، تحديد (ساعة الصفر) بعد أسبوع من بدء التشاور لفرض المطلوب في التشاور، وإذا فشل، فسيكون الشارع هو الحل للأزمة.
والسؤال الذي يثار، ليس فقط: كيف يمكن الجمع بين الوجهين؟ بل أيضا أيهما التكتيكي وأيهما الاستراتيجي؟
فليدرك الطرفان أن لبنان في مرحلة مصيرية، ولن يتمكن خلال هذا الجو المكهرب أن يُرسم طريقه نحو مستقبل أفضل
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1519 - الخميس 02 نوفمبر 2006م الموافق 10 شوال 1427هـ