تعيش مملكة البحرين في هذه الأيام أجواء حبلى بالمفاجآت، وموسماً مليئاً بالتقلبات، لن نعرف نتائجها الجميلة والسيئة إلا بعد أن تنقشع سحب الانتخابات في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
إن كل شعب البحرين بكل طوائفه الاجتماعية وتلاوينه السياسية، ملكاً وحكومةً ومواطنين، يتطلعون في هذه الأيام إلى ما ستفرزه هذه الحمى الانتخابية بين المترشحين، فقليل من المترشحين سيتعافى من هذه الحمى وزكام الترشح ويفوز بالمقعد النيابي وكثير من بقية المترشحين ستطيح به هذه الحمى وتلازمه تأثيراتها المالية والنفسية مدة طويلة إلا أنها على الجانب الآخر ستكشف له عن كثير من المستور وتبين له الصديق الصدوق وحقيقة أصناف البشر.
إن نتائج كل انتخابات في دول العالم الحر يحدد مصيرها فريق الناخبين فقط، أما في الدول الأخرى فيحدد مصيرها فريقان أساسيان وهما فريق الناخبين وفريق الدولة، فأي الفريقين يجيد اللعبة والمناورة فستكون له الغلبة على الساحة البرلمانية وهي ساحة عادة ما تكون خطرة في دول رسمت لحالها سياسة التشرذم والاصطفاف الطائفي بعيداً عن المصلحة العليا للوطن، لذلك وعلى رغم كل الاختلافات الموجودة على الساحة فإنه بات من المهم بمكان ولزاماً على جميع أفراد المجتمع ممثلاً في حكامه ورؤساء جمعياته أن يتوافقوا على فرامل خاصة تشكل مكوناتها من أعضاء مجلس الشورى الذين يحب أن يكونوا من ذوي الحنكة والخبرة وتتوافر فيهم الحكمة في اتخاذ القرارات أو إصدار التشريعات المصيرية التي لا تعكر صفو التجانس أو تعمق الانشقاق، بل تعمل بكل إخلاص على وحدة الصف وإلغاء الاصطفافات السياسية التي تضر بالمصلحة العامة للوطن والمواطنين وتحد من سرعة الاندفاعات إلى المجهول والمواجهة.
نعم، لقد حان الوقت لأن تتغير حال الاصطفاف هذه لكونها سيئة وسياسة خرقاء تقودنا إلى الخروج عن مورثاتنا الجميلة التي رسمتها لنا الأجيال السابقة كما أن هذه الحال تعد كذلك خروجاً عن عاداتنا وتقاليدنا ووطنيتنا وإخوتنا في الإسلام كونها تسبب لنا شروخات عميقة لن تلبث أن تسمح بتسرب الماء الآسن لنا من خلالها لتبتلينا كلنا بأوبئتها وأمراضها المميتة كما ابتلت بها أقطاراً جارةً لنا.
نسألك اللهم اللطف بنا
إقرأ أيضا لـ "علي محمد جبر المسلم"العدد 1519 - الخميس 02 نوفمبر 2006م الموافق 10 شوال 1427هـ