قبل أن يجف حبر وثيقة مكة التي وقعتها المرجعيات الدينية الشيعية والسنية العراقية وحرمت فيها دم وأموال وأعراض المسلمين في العراق، خرج علينا أحد رجال الدين الخليجيين بتصريح غريب حذر فيه من «التغلغل» الشيعي في الوسط السني، فما الذي يعنيه ذلك؟
بصراحة شديدة أقول إن أولى نتائج تصريح الشيخ هي نسف مقررات مؤتمر مكة قبل أن تجد طريقها إلى أرض الواقع، كما أنها دعوة صريحة للقتل على أساس مذهبي وتعزيز للغطاء «الشرعي» لكل أعمال الإرهاب في العراق التي باتت تحصد يومياً أرواح عشرات العراقيين الأبرياء.
الأمر الآخر الذي تكشفه تصريحات «الشيخ» هو أن غالبية، إن لم نقل جميع الإرهابيين الذين يقاتلون في العراق، ينفذون جرائمهم بفتاوى «خارجية» وليس بفتاوى داخلية، فقد ازدادت العمليات الإرهابية والقتل على أساس الهوية بعد مؤتمر مكة، كما أعلنت «القاعدة» دولتها الإسلامية على أساس مذهبي، رداً مباشراً على نتائج المؤتمر الذي دعا إلى وحدة العراق ووحدة الصف، واستبشر الناس فيه خيرا كثيرا.
إن تصريحات الشيخ عن «التغلغل الشيعي»، وتصريحات بعض المسئولين العرب عما يسمى «خطر الهلال الشيعي» و«تبعية الشيعة لإيران»، كلها تكشف بوضوح جانباً من الدور العربي غير المشرّف في العراق وما يتعرض له شعبه من مؤامرات، كما تكشف أيضاً خوفهم من العراق الجديد
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1519 - الخميس 02 نوفمبر 2006م الموافق 10 شوال 1427هـ