العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ

القراء الأعزاء... «إلى لقاء»

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

تمر السنون والخاطر مليء بما يكدره ويعكر صفوه تعكيراً ليس ذا حد، وتمضي الأيام بنا في هذه الحياة وأخبارنا مليئة بالأحزان والأفراح. في وسط الطريق تمر بنا حوادث يعتبر بها البعض، والبعض يتعذر عليه الفهم، والبعض الآخر يعتذر عن الفهم!

تخنقنا العبرات حين فراق الأحبة، من منا يحتمل آلام الفراق؟ من منا لم ينهمر الدمع من عينه في لحظة فراق مؤقت أو أبدي في هذه الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة!

الثبات على المبادئ والارتكاز على منظومة القيم الأخلاقية يعتبر معيارية دقيقة واضحة للحكم على أي إنسان؛ هي معيارية لتقييم الكاتب والفنان والسياسي، والغني والفقير... إلخ. معيار واضح ودقيق في رسم صورة عن هذا الإنسان أو ذاك. أما الاختلاف في المناهج والوسائل فلا ضير فيه.

«نزعل» ونرضى، ونذنب ونتوب، ثم نذنب ونتوب، ثم نذنب ونتوب... ومع ذلك فإن الله الغفور الرحيم يتجاوز عن ذنوبنا ويغفر لنا سيئاتنا؛ إلا أن بعض البشر لا يريد أن يغفر أو يسامح، فما أتعسها من نفس بشرية.

الفراق مر بحد ذاته؛ فما بالكم إن كان فراقاً متعلقاً بالأشياء الطيبة والصحبة الصالحة، والرحلة ذات الانتاج الثري؟ من «الشيمة» والمروءة إن المرء لا ينسى قديمه ويبقى وفياً لمبادئه وثوابته. و «من فات قديمه تاه». والتيه هو السير بلا بوصلة حياتية تنظم خطواتنا في عالم يصول ويجول بنا، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، ولا نعرف متى وأين نضع رحالنا... «إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (لقمان:34).

لا خير في ناكر المعروف؛ ولا خير فيمن يمن على الناس أني كتبت كيت وكيت، ودافعت عن قضايا كيت وكيت، ولا خير فينا نحن الكتاب والمشتغلين بالشأن العام، إن مننا على القراء والجماهير، فأصلنا ومنبتنا من الجمهور... مسئوليات القلم كبيرة ومتعددة باختلاف أوجه الحياة ومجالاتها، كما هي مسئوليات السياسي متنوعة بتشعبات مراحل النضال؛ من أجل الحرية، الديمقراطية، المواطنة الحقة والعدالة الاجتماعية. العدل والمساواة غاية الدين ومقصد الخلائق.

أحوال البشر في تقلب دائم، وسط الأفراح والأحزان، يقع المثقف في دائرتين متناقضتين؛ دائرتي الخلطة والعزلة؛ خلطة مع الناس يدور في فلك معاناتهم، وعزلة عنهم من أجلهم، من أجل البحث عن وسائل وابتداع مناهج لرفعهم طوراً بعد طور؛ بحسب واجبات المسئوليات المتعددة في هذه الحياة، وبحسب موضوعاتها... وبحسب موازين لا يقدّرها إلا المرء ذاته. و»خير المعرفة معرفة الإنسان لذاته».

عطني إذنك...

أنا لن أنسى مواقف الإخوة والأصدقاء جميعاً... بل وحتى من اعتبرني عدواً له وأساء لي بالحق أو الباطل فقد أفادني وزاد من معرفتي بأمور كثيرة لم أكن أعرفها لولا هذه الإطلالة في هذا المكان من هذه الصحيفة «وجهاً لوجه» أو في الزاوية الأساس «وجهة نظر».

تارة يقسو القلم من ضغوط الحياة ومن شدة إيلامها للنفس البشرية. ساعة قسونا فيها على وزير وأخرى على مسئول وغيرها على ناشط سياسي وهكذا دواليك... وأخيراً، يبقى القول صحيحاً: إنه لا أحد فوق النقد ولا أحد فوق الاعتذار. وأتمنى أن يصافحني الجميع ويحضنني الجميع بقلب كبير وبمحبة غامرة لا يعكرها ران، ولا يخالجها شيء من ماض أو أطماع في مستقبل آت.

شكراً لجميع الإخوة الأعزاء في صحيفة «الوسط» وعلى رأسهم الأخ منصور بن الشيخ عبدالأمير الجمري، والشكر موصول للسيد قاسم الموسوي على رحابة صدريهما، وبقية الزملاء في «الوسط» والصحف الزميلة الأخرى. و«إنا على العهد باقون وعلى الدرب سائرون». وإلى لقاء قريب يجمعنا بعد الانتخابات

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً