العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ

دعوا اليوسف يتكلم ... دعوه يمر

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

كنا نعتقد أن «خوف» وزارة الإعلام من الكلام يقتصر على مواقع المنتديات الإلكترونية، وعلى رأسها ملتقى البحرين (البعبع). ومع ذلك، ويعلم الجميع أن كثير السياسيين والصحافيين يتابعون ما ينشر في ذلك الملتقى عبر وصلات تحدث كل يوم، وهو ما يعني، أن لا فائدة من «المنع» سوى السمعة السيئة لمستوى الحريات في البلاد.

أما الجديد، فهو أن يتطور خوف وزارة الإعلام لحدود «البلوغات» البحرينية، وتحديداً لأقدمها وأكثر شهرة، مدونة محمود اليوسف (mahmood TV).

ويوم الأمس تحديداً، انتشرت الوصلات البديلة لمدونة اليوسف، فأصبحت مدونته بمثابة «البعبع» الثاني لوزارة الإعلام.

هل كان الوزير بحاجة إلى أن يدلل عبر قرار حجب المدونة على أن المرتبة المتأخرة التي تحصلت عليها البحرين (111 من بين 168 دولة في ترتيب دليل حرية الصحافة العالمية، والذي تصدره منظمة مراسلون بلا حدود) كانت مرتبة واقعية وعادلة؟

الحريات الصحافية في البحرين باتت تمر في أزمة، جراء قرارات لا ندري ما الفائدة منها، أقلها هذا القرار الذي جر «مدوني» العالم أجمع إلى النظر إلى البحرين بوصفها تلك البلاد التي لم تحتمل حرية «مدونة شخصية»! يتباهى المسئولون أننا في طريقنا للدخول في عالم الحكومة الإلكترونية، لنتفاجأ أن جميع هذه العنتريات والتصريحات لم تستطع الصمود أمام بضع كلمات مدونة كانت قد أطلقت قبل أيام حملة وطنية تستحق التقدير، فكان تقديرها «إغلاقها»!

تاريخياً، سَبَّبَ ظهورُ الإذاعة قلقاً خوفاً من أن تتسبب هذه التقنية الاتصالية الجديدة في إنهاء عالم الصحافة والنشر، وكذلك كان القلق مع ظهور التلفزة، إلا أن أحداً من هذه التقنيات لم يستطع أن ينهي حضور تقنية أخرى. واليوم نحن أمام مؤسسة إعلامية زاد خوفها من المنتديات الإلكترونية ليصل تخوم المدونات الشخصية في شبكة إلكترونية ضخمة، فأي خيار ذلك الخيار الذي يقاوم ما لم يستطع أحد ما مقاومته.

ردود الفعل المتصاعدة هنا وهناك بشأن قرار إغلاق مدونة محمود اليوسف تستحق من الجميع أن يتحدث عن حال تراجعية كبيرة في مستوى إطلاق الحريات العامة، وليست فلسفة المدونات الشخصية إلا إحدى تعابير هذه الحرية الشخصية، والتي نخشى أن تنضم في مجملها إلى قائمة «الممنوعات».

دعو البلوغر محمود اليوسف يمر، دعوه يتكلم. فهذا النظام العالمي الجديد، مفتوح ومستمر الحركة، لا يتوقف، وإن منعت وزارتنا للإعلام رابطاً، خَلَقَ المدونون أنفسهم مئة رابط، ورابط. الذي نجنيه من هذه الإجراءات هو أننا نصنع لأنفسنا مساحاتٍ جديدةٍ من التباعد الوطني ورواج لغة «السر»، ولم تعد هذه اللغة تستهوي أحداً إلا من سُيرت عقولهم على المضي قدماً في مزالق «الضبط» و»المنع»

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً