في ندوة نظمها تلفزيون الـ «بي.بي.سي» الأسبوع الماضي ضمن برنامج «المؤتمر العالمي للاتصالات من أجل التنمية» الذي عقد في العاصمة الإيطالية (روما) كان محور الحوار يدور حول السؤال الذي استعرضه مقدم البرنامج ستفن ساكر وهو «هل أن الإعلام الحر ضرورة أساسية لإنجاح برامج التنمية؟».
نائب رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم رفض المقولة إن دول شرق آسيا تمكنت من الانطلاق في برامج التنمية، مشيراً إلى أن انعدام حرية الصحافة ساهم في انتشار الفساد المالي الذي أدى إلى أزمة 1997 في دول شرق آسيا وأنه لو كانت لدينا صحافة حرة لتوضحت الأمور ولكانت المشكلات والأزمات أقل من تلك التي مرت بها الدول النامية.
وزيرة التنمية الدولية السابقة هايلدا جونسون قالت:« إن الإعلام الحر هو الوسيلة التي يتمكن من خلالها المجتمع من توضيح مطالبه وهذا أساس لإصلاح الوضع، وان التجارب أثبتت أن البلدان التي تفسح المجال لإعلام حر تتطور بسرعة وتتمكن من السيطرة على أوضاعها بصورة أفضل وتتمكن من مكافحة الفساد الذي ينخر في المجتمعات».
خبير البنك الدولي دانييا كوفمان أشار إلى أن أنموذج الصين حيث تنعدم حرية الصحافة والإعلام ليس قابلاً للاستمرار، وقناعة المختصين بأن الوضع الصيني لا يمكن الاستمرار عليه، وأن التنمية الاقتصادية المتصاعدة بدأت تتجه باتجاه تحرير الإعلام وتعدد الآراء.
رئيس التحالف العالمي من أجل المشاركة المدنية كومي نايدو أشار إلى أن هناك مشكلة بالنسبة إلى المؤسسات العالمية التي تدعو الى الحكم الصالح، مثل البنك الدولي، ولكنها لا تلتزم بكثير من المبادئ التي تدعو اليها، ومثال ذلك فإن رئيس البنك الدولي بول وولوفيتز تم تعيينه بطريقة غير مناسبة وكان يمثل اختياراً شخصياً للرئيس الأميركي جورج بوش. وعليه لا يمكن إلقاء اللوم فقط على الدول النامية أو تلك التي تحاول الانتقال الى بيئة ديمقراطية. وعليه فإن الحاجة الى تعزيز هذه المبادئ في كل مكان تعتبر مهمة.
الأكاديمي المصري حسين أمين أكد أن وسائل الإعلام في عالمنا العربي تستخدم من قبل الحكومات بهدف تغطيات بروتوكولية بشأن مقابلات المسئولين وهناك ثقافة الخوف التي تخنق القدرات الصحافية وخصوصاً أن الدوائر الرسمية تعاتب هذا الصحافي أو ذاك في حال نفذ تغطيات جريئة تتعلق مثلاً بمكافحة الفساد، ما يعني أن مستوى العطاء أقل بكثير مما هو متوقع، وهذا يحد من تفعيل دور الإعلام في برامج التنمية المستدامة.
المنتدون تداولوا أفكاراً كثيرة، وفي مجملها تدور حول أهمية الإعلامي المحترف في دعم برامج التنمية ولكي يكون داعماً أساسياً فإنه ينبغي أن يكون حراً ومسئولاً ومدافعاً عن مهنته وحاملاً لرسالة انسانية
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ