رحلوا آباؤنا الأطفال فينا
مثلما يرحل عن رمانة الليل
نحيب البرتقالْ
رحلوا خجلى من الدمع
كأن الحزن عارٌ
وافتقدناهم لأنا قد كبرنا
وهم يمضون في العادي
يصفّون كتاب الكرنفالْ
قيل يا آبائنا كنتم هنا أطفالنا
لا تكبروا
كلا رجاء
وارجعوا في مشية البطريق
لكنهم لم يسمعونا ومضوا
في ذهب الخوف فصاروا حكماء
يمنحون القتل أسماء
يرشون على الدم الحقيقي
رذاذ الورد
كي يسعفهم برد الخيالْ
رحلوا أطفالنا الآباء عنا
تركونا في وحوش الريح
أشياء بلا درع
ولكنا كبرنا ربما الآن
بما يكفي لأن نكتب ما يفضحنا
في شارع يمضي بنا للشارع التالي
نرى حكمتهم تذوي بلا عطر ولا جمر ولا خمر
ولا وقت لنختار الذي يختارنا والصمت
لا وقت سوى للهث
خلف الولد الهارب
والتابوت
خلف اللهب الراهب
لا وقت
وهذا وطنٌ يتخمنا أجوبةً
أطفالنا الآباء يحمون قوافيهم
من الصرخة في أعماقهم
آباؤنا الأطفال ما زالوا يغيبون
ونبكيهم
يغيبون وننساهم
يغيبون بأوهام السؤالْ
إهداء إلى آبائنا الذين فقدوا طفولتهم
العدد 3843 - الجمعة 15 مارس 2013م الموافق 03 جمادى الأولى 1434هـ